دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ417 دون التوصل إلى تهدئة أو وقف إطلاق النار، ما يعني أن أعداد القتلى والمصابين آخذة في الازدياد. لم يتم التوصل كذلك إلى مصالحة فلسطينية تجعل اليوم التالي للحرب ذا أفق بالنسبة للفلسطينيين، ما يعني ترك الأمر للإسرائيليين الذين يبدو أنهم يخططون للسيطرة على غزة.
قال وزير المالية بتسلئيل سموتريش إنه "هناك حاجة لاحتلال قطاع غزة ولجعل عدد السكان فيه ينخفض إلى النصف في غضون عامين" حسبما ورد في وسائل الإعلام العبرية.
جاءت هذه التصريحات في كلمة له أمس الاثنين خلال اجتماع لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية، وأوضح سموتريش أن الجرأة ضرورية بالنسبة له عندما قال: "يمكن احتلال غزة وهناك حاجة لذلك، لا يجب الخوف من هذه الكلمة، الجيش الإسرائيلي سيضطر لمحاربة الإرهاب، والمحافظة على الأمن ومنع غزة من التسلح مجددا..هذه هي الطريقة الوحيدة لتدمير حماس".
أما بخصوص التكاليف، قال وزير المالية الإسرائيلية: "إنهم يخيفونني من زيادة تكاليف، وليس هناك كذبة أكبر من ذلك. هذا لا يكلف الكثير من المال. قالوا لي هذا يكلف خمسة مليارات. لكنه سيكلف بضع مئات ملايين على الأكثر"، مشيرا إلى السيطرة غزة من ناحية اقتصادية.
أما عن الفلسطينيين في غزة، فسيسعى إلى دفعهم لمغادرة القطاع، وقال إنه في اليوم التالي للحرب سيتم "تشجيع الهجرة الطوعية.. يمكن وجود حالة تعتمد على أن تكون غزة بعد عامين بنصف عدد السكان الموجودين فيها اليوم. مع سيطرة كاملة على دولة إسرائيل".
هذه الدعوة لا تعتبر الأولى، ففي الثامن عشر من تشرين الثاني نوفمبر الحالي، دعا سموتريتش عبر تصريحاته إلى احتلال قطاع غزة، ودعا إلى احتلال شمال القطاع بالكامل لإجبار حركة حماس على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بعد فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق ذلك.
وقال سموتريتش: "من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين بغزة يجب أن نحتل شمال غزة بالكامل، ونبلغ حماس بأن (الأسرى) إذا لم يعودوا إلى ديارهم فإننا سنبقى هناك إلى الأبد، وبالتالي ستخسر غزة ثلث أراضيها".
وأفادت مصادر في غزة بوصول عدد القتلى إلى أكثر من 44 ألفا و235، هذا بالإضافة إلى 104 آلاف جريح و640 تقريبا منذ بداية الحرب. أما في لبنان، فقتل 3754 شخصا، وأصيب أكثر من 16 ألفا، منذ 8 أكتوبر 2023.
في سياق قريب، رفض سموتريتش أي اتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، ونقلت القناة السابعة العبرية قوله: "لا يوجد اتفاق (في لبنان)، وإذا تم التوقيع عليه، فإنه لن تكون قيمته أعلى من قيمة الورقة الموقع عليها". وأضاف: "المثير للاهتمام أننا قمنا بتفكيك حزب الله وسنواصل تفكيكه" على حد زعمه.