بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 08/03/2023 - 16:28
تواجه القوات الأوكرانية صعوبة في التشويش أو تعطيل لانسيت بسبب نظام ملاحتها "المُقفل" - حقوق النشر BULENT KILIC / AFP
يستخدم الجيش الروسي في أوكرانيا سلاحاً صغيراً ورخيصاً نسبياً، أثبت فعالية عالية، وهو يخصصه بشكل عام لاستهداف الآليات والمدافع المتقدمة تكنولوجياً التي تملك القوات الأوكرانية عدداً قليلاً منها، وغالباً ما تكون حصلت عليها من الغرب.
منذ بدء الحرب في شباط-فبراير من العام الماضي، نشرت حسابات مؤيدة لروسيا في وسائل التواصل الاجتماعي العشرات من المقاطع المصورة من المسيّرات الصغيرة [درونات مخصصة غالباً لعمليات الاستطلاع] حيث تستهدف مسيرة "لانسيت" السريعة جداً، المدفعية الأوكرانية التي قدّمتها الولايات المتحدة أو المدافع ذاتية الحركة أو حتى المدرعات.
ماذا نعرف عنها؟
عُرضت مسيّرات لانسيت للمرة الأولى خلال معرض دفاعي في روسيا عام 2019 وهي من إنتاج مجموعة "ZALA Aero Group" الروسية. جرّبها الجيش الروسي ضدّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في إدلب السورية في نيسان-أبريل 2021.
رسمياً هناك نموذجان منها: لانسيت-1 ولانسيت-3.
الثانية أكبر وقادرة على حمل كمية أكبر من المتفجرات ولكنها أبطأ وتيرة. الأولى تطير نحو 30 دقيقة والثانية نحو 40 دقيقة وسرعتها القصوى تبلغ 110 كيلومترات في الساعة. وخلال الحرب الأوكرانية بدأ الجيش الروسي باستخدام نموذج جديد منها، يمكن أن يطير نحو ساعة كاملة.
وفي الحرب الأوكرانية، يستخدم الجيش الروسي تلك المسيّرات خصوصاً لضرب الأسلحة الأوكرانية ذات المدى البعيد. ولكن حتى الآن لم تنتشر أي صور لها وهي تستهدف راجمات الصواريخ الأمريكية، هيمارس.
لماذا تعتمد عليها روسيا؟
بعد الضربات التي تعرضت لها المروحيات الروسية، وبعدما تأكد أنّ هناك بحوزة الجيش الأوكراني المئات وربما الآلاف من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف [من نوع إيغلا أو ستينغر] التي تهدد قواتها الجوية، غيّرت موسكو تكتيكها ولجأت إلى استخدام هذه الطائرات الانتحارية.
كيف تعمل وكم سعرها؟
يسهل على مشغلي لانسيت من الجيش الروسي ضرب الأهداف الثابتة ويقول خبراء عسكريون إن الطائرة الانتحارية تفقد نسبة كبيرة من هامش المناورة الذي تتمتع به إذا تحرّك هدفها. ويعود ذلك إلى سببين:
- الأول: سرعتها العالية جداً.
- الثاني: تصميمها. إذ أن هذه المسيرات مزوّدة بنظام ملاحة قصوري يتم تشغيله في المرحلة الأخيرة قبل إصابة الهدف. وهذا يعني أنها تحاول تقدير موضع هدفها ذاتياً، من دون الحاجة إلى الاعتماد على مرجع خارجي. وبالتالي، فهي لا تطلق إشارات يمكن التشويش عليها أو اعتراضها.
أما فيما يتعلق بعملية تشغيلها، فإن لانسيت، المسيرة الانتحارية تتم قيادة الجزء الأكبر من رحلتها نحو الهدف بطريقة شبه ذاتية، فهي عادة ما تكون موصولة بطائرة استطلاع مسيرة ثانية [غالباً من نوع أورلان-30]، التي بدورها تتم قيادتها من وحدة مسيرات لدى القوات البرية الروسية.
ولا سعر رسمياً لهذه الطائرة ولكن يرجح أن كلفتها لا تتخطى الـ30 ألف دولار مع تفاوت في الأسعار بحسب النموذج.
أهداف باهظة الثمن وقليلة
في الرابع من آذار-مارس الجاري، قالت أوريكس، وهي منظمة للاستخبارات المفتوحة [مركز هولندي دفاعي لمراجعة البيانات وتوثيقها] إن روسيا نجحت على الأقل في ضرب 100 هدف أوكراني بهذه الطائرات الصغيرة القادرة على حمل عدّة رؤوس متفجرة.
وتعتمد أوريكس في حساباتها على فيديوهات وصور تنتشر في الفضاء الافتراضي ويمكن لخبرائها التقنيين التأكد من مصداقيتها وتوثيق موعد تصويرها ومكانه.
وتحذر أوريكس أيضاً من أن المؤيدين للجيش الروسي ينشرون فيديوهات المسيرات الانتحارية [كما يظهر الفيديو أدناه لاستهداف مدفع أمريكي من طراز إم-777] لأسباب دعائية بحتة.
ويوضح موقع "ديفنس بلوغ" المختص بالأخبار العسكرية إن لانسيت باتت تشكل صداعاً لكييف خصوصاً لأنها تستهدف إحدى أفضل القطع العسكرية التي يملكها الجيش الأوكراني.