ساندرز: نبقى مجتمعاً حراً أم ننحني لملكنا الجديد ترامب؟

منذ 5 أيام 36

رفض السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، مساء الأربعاء 9 نيسان /أبريل، الحروب التجارية المتصاعدة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب ونهجه العدائي في السياسة الخارجية، داعيًا الأمريكيين إلى استعادة إنسانيتهم المشتركة.

وجاء ذلك خلال حوار مفتوح على شبكة CNN، عقب قرار ترامب رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%، في خطوة تصعيدية جديدة ضمن المعركة التجارية التي أثارها.

وقال ساندرز: "لسنا مضطرين لكراهية الصين أو الآخرين. دعونا نجد طريقة للعمل معًا"، مشددًا على أهمية كسر الحواجز التي تفصل البشر عن بعضهم البعض، سواء داخل الولايات المتحدة أو على المستوى العالمي.

انتقاد سياسة ترامب التجارية رغم دعم الرسوم الجمركية

ساندرز، الذي يعتبر من بين قلة من السياسيين اليساريين الذين انتقدوا بشدة اتفاقيات التجارة الحرة ودعموا فرض الرسوم الجمركية، وجه انتقادات حادة للطريقة التي يدير بها ترامب سياساته التجارية. وقال إنه كان دائمًا من دعاة استخدام الرسوم الجمركية بشكل انتقائي، لكنه اعتبر أن التعريفات التي فرضها ترامب "بشكل تعسفي ومن العدم" غير منتجة تمامًا ولا يمكن تبريرها.

وأضاف: "ساعدت في قيادة الجهود ضد اتفاقيات التجارة السابقة مثل اتفاقية نافتا لمنع إبادة المجتمعات في جميع أنحاء هذا البلد".

وأوضح أن هذه الاتفاقيات كانت تشجع الشركات الأمريكية على تسريح العمال المحليين والانتقال إلى دول أخرى حيث الأجور منخفضة للغاية، وهو ما اعتبره "فكرة سيئة للغاية".

فيما يتعلق بالبدائل، قال ساندرز إن الحل ليس في فرض رسوم جمركية عشوائية، بل في وضع سياسات تحمي الوظائف وتضمن العدالة الاقتصادية للأمريكيين.

تحذير من تهديد ترامب للديمقراطية

وحذر ساندرز من أن تصرفات ترامب تمثل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الأمريكية، معتبرًا أن العديد من الإجراءات التي اتخذها الرئيس تستهدف خصومه السياسيين ومن يقفون في طريق تحقيق أهدافه.

وأشار إلى ما وصفه بمحاولات الترهيب، بما في ذلك استهداف وسائل الإعلام بالدعاوى القضائية، ومكاتب المحاماة بالأوامر التنفيذية، والجامعات بالتهديد بخفض التمويل، والقضاة الذين يصدرون أحكامًا ضده بالعزل.

وفي رده على سؤال حول مدى جدية ترامب في السعي لولاية ثالثة -وهو أمر يحظره الدستور الأمريكي- أكد ساندرز أنه لا يستبعد ذلك. وقال: "ما يريده ترامب هو السلطة والثروة لأصدقائه من أصحاب النفوذ. لذلك، لا شيء يفاجئني بشأن ترامب".

وأضاف أن هذه التصرفات تعكس سعيًا لإلغاء الفصل الدستوري للسلطات لصالح نظام يمنح شخصًا واحدًا كل السلطات، وهو ما وصفه بأنه "ليس ما ناضل الناس وماتوا من أجله في هذا البلد".

وتابع: "هذا هو السؤال: هل سنبقى مجتمعًا حرًا أم سننحني جميعًا لملكنا الجديد، الرئيس ترامب؟ هذه ليست الأمة التي أعتقد أننا نطمح إليها".

واختتم ساندرز حديثه بدعوة الشعب الأمريكي إلى "الاستيقاظ"، محذرًا من أن مستقبل الديمقراطية في البلاد على المحك. وأكد أن الخيارات المتاحة أمام الأمريكيين واضحة: إما الدفاع عن الحرية والقيم المشتركة أو الخضوع لسلطة استبدادية تهدد أسس النظام الديمقراطي.