زوجي يجبرني على العمل

منذ 2 أسابيع 53

زوجي يجبرني على العمل


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/12/2024 ميلادي - 29/6/1446 هجري

الزيارات: 19


السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة اضطرت للعمل بسبب ضائقة زوجها المالية، فصارت الكآبة ملء حياتها؛ فهي تعمل في الخارج والداخل، ولا يُعينها زوجها، وتنفق كل راتبها على البيت، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

طلبت من زوجي أيام خِطبتنا ألَّا أعمل، لكن بعد الزواج، ومع ضيق الزوج بالأمور المادية، طَلَبَ مني أن أعمل، وعمِلتُ فعلًا، وأشارك براتبي كله تقريبًا في نفقات البيت، لكن الجهد كثيرٌ عليَّ؛ فزوجي لا يشاركني في المنزل، مع أنني طلبت إليه كثيرًا أن يساعدني في المنزل، كما أساعد في نفقات البيت، ولكن بلا جدوى، ضاقت نفسي وتعِبتُ وسئمتُ؛ فقد صرتُ مثل الآلة في الداخل والخارج، وأحاطت بي الكآبة من كل جهة، لا أدخر شيئًا لنفسي، ولا أهتم بنفسي، بل أهملتُها، فماذا عساي أفعل؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، النبي الأمي الأمين؛ أما بعد:

فيا أختي الغالية، أعانكِ الله على هذه الحياة، فالعالم بشكل عام يمر بمرحلة سُعارٍ نحو المال، وذلك لِما تكلِّفه لنا الحياة المادية المفروضة علينا من أعباء، فربما يعمل الأب في ثلاث وظائف، والغاية أن يكون ابنه عنده موبايل حديث، وإنترنت قوي! لو اكتفى بوظيفتين، لَوجد وقتًا يُسعد فيه ابنَه، ويَسْعَد به مع زوجه، ويريح بدنه.

في العموم انظري لحالكِ، فإن كانت الضروريات مُلِحَّةً جدًّا، ولا تستطيعين الحياة بدون دخلكِ من عملكِ، فاستمري في العمل، أما إن كنتِ تُنفقينه على الرفاهيات التي يمكن الاستغناء عنها، فاستريحي، واتركي هذا العمل فورًا، وأسعدي نفسكِ وأولادكِ وزوجكِ بجلوسكِ في البيت، وبَرِّي والديكِ، واجتهدي في مطالعة كتاب ربكِ، واتركي هذه الدائرة التي تُفقِدكِ الشعور بالحياة والراحة.

إن كان دخل زوجكِ ضعيفًا، ولا بد من شغلكِ، ولا مخرج لإقامة البيت إلا بذلك، فأنصحكِ بما يلي:

خذي ثلث راتبكِ ادَّخريه لنفسكِ، مهما حدث، لا تنفقي منه إلا على نفسكِ فقط، والأهم تدخرين منه شيئًا؛ لأن الأمان المادي الذي ستحققينه سيكون دافعًا لكِ للاستمرار وحب الحياة، والصبر على دوَّامة الاستيقاظ من الفراش على الشارع، ربما يكون هذا يسيرًا على الرجل، لكنه حقًّا صعب على المرأة.

الثلث الثاني اجعليه إعانة لزوجك، لا تعطِه له في يده؛ لأن هذا سيخلِّف ترسبات نفسية في المستقبل، لكن أنفقيه على البيت والأولاد؛ مساعدة منكِ له.

الثالث أحضري منه أختًا ممن يعملن في البيوت تساعدكِ، ولو في الأسبوع مرة واحدة، تقوم بالأعمال الثقيلة الأسبوعية، وأنتِ يكفيكِ الروتين اليومي من تجهيز وجبة لعيالكِ مثلًا.

يعني: الموضوع يحتاج حسنَ إدارةِ وتنظيمٍ منكِ، لا بد أن تكافئي نفسكِ لتستمري.

ربما تقولين: إن الراتب لا يكفي كله، فكيف أدخر ثلثه، عُودِي بالأيام للفترة التي كنتِ لا تعملين بها، كيف كان دخل زوجكِ وحده يكفيكِ؟

شيء من المهارة في تدبير شؤون المنزل سيفرق معكِ في التوفير.

بعد ذلك يمكنكِ تحويل عملكِ إلى تجارة منزلية، تكون أخف وأرحم بكِ من الوظيفة المنتظمة وأكثر ربحًا بإذن الله، أو تستمرين في عملكِ، ولكن صدقيني سوف تتحسن نفسيتكِ عندما يتحقق لكِ الأمان المالي.

هذه كلها خطط تساعدكِ على تجديد حياتكِ، وتقبلها مع عبء العمل، أما الأصل إن كان دخل زوجكِ يكفي، فاتركي العمل ما دامت نفسكِ لا تُطيقه، أو أضعف الإيمان غيِّريه بتجارة منزلية، أو غير ذلك مما يتاح لكِ.

للأسف ثقافة دولتكِ تقتل المرأة عطاء، وكأنها بمجرد الزواج والإنجاب انمحى وجودها.

لا تخضعي لهذا، بل اجعلي الترويح عن نفسكِ شيئًا أساسيًّا في الشهر مرتين على الأقل، ابحثي عما يسعدكِ في إطار المباح وافعليه، ورتِّبي له مهما كانت الصعاب، التقي بزملاء المدرسة، تجمعي مع أخواتكِ في مكان مفتوح، جهزي جلسة عطرة مع أمك، التحقي بحلقة قرآن ولو أونلاين.

ابحثي عما يسعدكِ، واجعليه من روتين حياتكِ، اغتصبي حقكِ في الحياة والسعادة رغمًا عن كل أحد، نصحنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بترويح القلوب ساعة بعد ساعة حتى لا تَعْمَى.

وفَّقكِ الله للخير.