رفض العديد من الحلفاء الغربيين لكييف، اليوم الثلاثاء، طرح الرئيس الفرنسي الذي أعلن الاثنين خطوات جديدة لدعم أوكرانيا، قائلاً إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو.
في كلمة له في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا ضم أكثر من عشرين من القادة الأوروبيين، قال ماكرون إن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا "لا يمكن استبعاده" لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إلحاق الهزيمة بموسكو.
وأعلن الرئيس الفرنسي تشكيل تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى، كما أقر بعدم وجود إجماع على إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، لكنه أضاف " ينبغي عدم استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكّن روسيا من الانتصار في هذه الحرب".
ورحبت أوكرانيا، الثلاثاء، بإجراء مناقشات حول إرسال قوات أوروبية لدعمها في الحرب مع روسيا التي حذرت من عواقب تلك الخطوة حال اتخاذها معتبرة أن الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) سيصبح "حتميا" إذا أرسل أعضاء الحلف قوات للقتال.
وتعقيبًا على اقتراح ماكرون، أوضح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الثلاثاء أن على الغربيين "درس تحركات جديدة دعما لأوكرانيا" مثل عمليات نزع الألغام والعمليات السيبرانية أو "إنتاج أسلحة على الأراضي الأوكرانية"، مشيرًا إلى أن "بعض هذه العمليات قد تتطلب وجودًا على الأراضي الأوكرانية دون تخطي عتبة العمل الحربي".
لكن الساحة السياسية الفرنسية نددت باقتراح إرسال قوات إلى أوكرانيا، على اختلاف أحزابها، من اليسار المتطرف إلى أقصى اليمين، مرورًا بالاشتراكيين، وقال جون لوك ميلانشون، الذي يُحسب على اليسار الراديكالي: "الحرب ضد روسيا ستكون جنونًا. وهذا التصعيد اللفظي العدائي من جانب قوة نووية ضد قوة نووية كبرى أخرى هو فعلًا عمل غير مسؤول. يجب الاستيلاء على البرلمان وقول لا. لا للحرب! لقد حان الوقت للتفاوض على السلام في أوكرانيا مع بنود أمن مشترك".
في المقابل عارض المستشار الألماني أولاف شولتس بشدة اقتراح ماكرون وقال إنه لن يتم إرسال "أي جندي" إلى أوكرانيا سواء من الدول الأوروبية أو من الناتو. مضيفًا أن "ما تم الاتفاق عليه منذ البداية سيظل ساريًا في المستقبل"، أي أنه لن تكون هناك قوات على الأراضي الأوكرانية مرسلة من الدول الأوروبية أو دول الناتو.
وقالت الحكومة الإيطالية بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إن دعمها لأوكرانيا لا يشمل إرسال قوات برية. وشددت في بيان على الدعم الدولي القوي لكييف لكنها أضافت: "هذا الدعم لا يشمل وجود قوات من الدول الأوروبية أو دول الناتو على الأراضي الأوكرانية".
كما أوضح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن "المملكة المتحدة لديها فعلًا عدد صغير من الأفراد في أوكرانيا، لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، بما في ذلك التدريب الطبي". وقال "ليس لدينا أي خطط للقيام بانتشار واسع النطاق".
من جانبها قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية بيلار أليغريا: "أوضحنا موقفنا ونحن لا نوافق على نشر قوات أوروبية في أوكرانيا. يجب أن نركز على الأمر الأكثر إلحاحًا، وهو الإسراع في تسليم المعدات العسكرية إلى كييف".
وفي تصريح لوكالة أسوشيتد برس، قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن الحلف العسكري ليس لديه خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا، وأضاف: "حلفاء الناتو يقدمون دعمًا عسكريًا غير مسبوق لأوكرانيا. لقد فعلنا ذلك منذ عام 2014 وانتقلنا إلى وتيرة أعلى بعد الغزو الروسي واسع النطاق. لكن لا توجد خطط لنشر قوات الناتو القتالية على الأرض في أوكرانيا".