رحلة إلى القطب الجنوبي تُطيح بمساعد الرئيس الإيراني

أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قراراً بإقالة مساعده للشؤون البرلمانية، شهرام دبيري، من منصبه، وذلك على خلفية الجدل الكبير الذي أثارته رحلته الترفيهية إلى القطب الجنوبي خلال عطلة عيد النوروز.

قرار الإقالة ومبرراته

جاء قرار الإقالة بعد أن تأكد الرئيس بزشكيان من صحة المعلومات التي تفيد بأن دبيري قد قام برحلة شخصية مكلفة إلى القطب الجنوبي.

وفي نص القرار الذي وجهه الرئيس إلى دبيري، قال بزشكيان: "ثبت لنا بعد التحقق أنكم كنتم خلال عطلة النوروز في رحلة ترفيهية إلى القطب الجنوبي. في حكومة تتشرف بالاقتداء بأمير المؤمنين الإمام علي (ع)، وفي وقت لا تزال فيه الضغوط الاقتصادية تثقل كاهل الشعب، فإن سفرًا ترفيهيًا باهظ التكاليف، حتى وإن تم بتمويل شخصي، لا يمكن تبريره ولا ينسجم مع نهج البساطة الذي تعتمده هذه الحكومة".

وأضاف الرئيس الإيراني: "رغم تقديري لعلاقتنا الطويلة وخدماتكم القيمة في الحكومة، فإن الالتزام بالوعود التي قطعناها على أنفسنا تجاه الشعب، والتمسك بالصدق والعدالة، يحتم علينا اتخاذ هذا القرار. وعليه، نأسف لعدم إمكانية استمرار التعاون معكم ضمن تشكيلة الحكومة الرابعة عشرة".

الانتقادات الشعبية والجدل العام

لم تكن هذه الرحلة مجرد قصة عابرة، بل تحولت إلى قضية رأي عام بعد انتشار صورة لدبيري مع زوجته أمام سفينة سياحية تُدعى "بلانكيوس"، مع تعليق يقول: "إلى الأمام نحو القطب الجنوبي". بالإضافة إلى ذلك، تم نشر صور أخرى تظهر دبيري وزوجته أثناء زيارة إلى بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، مما أثار موجة من الانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اعتبر العديد من الإيرانيين هذه الرحلة مؤشراً على تناقض سلوك بعض المسؤولين مع التعهدات الحكومية المتعلقة بالتقشف والعدالة الاجتماعية.

وتساءل المنتقدون: كيف يمكن لنائب رئيس الجمهورية أن ينفق أموالاً طائلة على رحلات فاخرة بينما يعاني الشعب من ظروف اقتصادية صعبة ويواجه تحديات يومية لتلبية احتياجاته الأساسية؟

رد فعل مكتب العلاقات العامة لدبيري

في محاولة لتهدئة العاصفة، أصدر مكتب العلاقات العامة لشهرام دبيري بياناً أكد فيه أن الصور المتداولة "غير دقيقة وقديمة". ومع ذلك، لم تنجح هذه المحاولة في تخفيف حدة الغضب الشعبي أو تغيير موقف الرئيس بزشكيان، الذي اختار الوقوف إلى جانب مطالب الشعب وتطبيق مبدأ المحاسبة.

إجراءات جديدة لتنظيم سفر المسؤولين

على ضوء هذه الحادثة، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن السلطة التنفيذية تعمل على إعداد ضوابط جديدة تنظم سفر المسؤولين الحكوميين، بهدف منع أي ممارسات قد تثير استياءً أو حساسيات لدى الرأي العام.

وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الشفافية وضمان توافق أفعال المسؤولين مع القيم والمبادئ التي تتبناها الحكومة.