قائد الحرس الثوري الإيراني: مستعدون للحرب لكننا لن نكون البادئين

منذ 22 ساعة 19

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، مساء السبت، أن طهران "لن تكون البادئة بأي حرب"، لكنها على أتم استعداد لمواجهتها بكل قوة.

جاء ذلك خلال اجتماع موسع ضم قادة ومديري مقر القيادة العامة للحرس الثوري، حيث نقلت وكالة "مهر" الإيرانية تصريحاته التي جسدت موقف بلاده الحازم تجاه التطورات الإقليمية والدولية.

وأضاف سلامي، أن القوات الإيرانية قد جهزت نفسها بشكل كامل لمواجهة أي عمليات نفسية أو هجمات عسكرية محتملة من قبل ما وصفهم بـ "الخصوم"، مشددًا على أن طهران لن تتراجع "خطوة واحدة أمام العدو" حسب قوله.

وأشار المسؤول العسكري إلى الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي والجنرال حاج رحيمي ورفاقهما، ليصف تلك المرحلة بأنها كانت اختبارًا صعبًا أجبرت طهران على الاستعداد لمعركة مباشرة كان لها تداعيات عالمية.

"الوعد الصادق": خطوة استراتيجية وتوازن الردع

في تعليقه على عملية "الوعد الصادق"، قال سلامي إن هذه العملية شكلت نقطة تحول في المواجهة مع اسرائيل، معتبرًا أنها "حرب حقيقية" ومعركة بقاء.

وأوضح أن رد فعل الدولة العبرية كان "خفيفًا للغاية"، مما يعكس عجزها عن مواجهة قوة إيران والجبهة الموالية لها، وفق تعبيره.

وأكد قائد الحرس الثوري أن تجاوز هذه المراحل الصعبة كان "إنجازًا كبيرًا"، ما يعزز مكانة إيران كقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها.

من يستسلم أولا؟

وتحدث سلامي بإسهاب عن الوضع في غزة، واصفًا قصة الشعب الفلسطيني هناك بأنها "الأكثر إثارة للدهشة" في التاريخ. وقال: "شعب أعزل تحت نيران العدو، بلا طعام أو ماء، يتلون القرآن الكريم، ويقفون ثابتين برغم كل الأسلحة والمعدات الحديثة في العالم".

وفي إطار رؤيته للمستقبل، تساءل سلامي عن الجهة التي ستستسلم أولًا فقال: "إسرائيل اليوم عدو يعاني من الإحباط والتوتر، ولا يستطيع هزيمة شعب أعزل. يومًا بعد يوم، يكتب عليها الهزيمة والكراهية، فهي دولة بلا سلام نفسي أو سياسي أو اقتصادي. إذا انقطعت عنها شحنات الأسلحة يومًا ما، فسوف تسقط كالورق في الخريف".

وضع حلفاء طهران

استعرض سلامي وضع حلفاء طهران، مؤكدًا أن قوة الأخيرة هي السبب وراء عدم تمادي اسرائيل في لبنان، وقبولها بوقف إطلاق النار في غزة. وقال: "إذا كنا وجبهة المقاومة ضعفاء، فلماذا يتردد العدو؟ لماذا حزب الله لا يزال قويًا؟ ولماذا تستمر فلسطين في القتال رغم الحصار والقصف المتكرر؟ حتى الأمريكيون اعترفوا بعدم فعالية قصف اليمن، وهذا يمثل طريقًا مسدودًا للعدو".

وشدد على أن إيران ليست قلقة بشأن الحرب على الإطلاق، مجددًا التأكيد على أن "بلاده لن تكون البادئة بالصراع، لكنها مستعدة لأي سيناريو قد يفرضه العدو". وقال: "نحن مستعدون سواء كانت العملية نفسية أو عملًا عسكريًا مباشرًا. الجهاد للدفاع عن الذات والهوية والوجود هو حقيقة واقعة داخل القوات المسلحة والشعب الإيراني".

أكداللواء سلامي في ختام كلمته أن إيران "قادرة على الوصول إلى عدوها"، مضيفًا: "تراكمت لدينا قوة عظيمة. إذا أراد العدو أن يفتح أيدينا المغلقة ليرى حقيقة قوتنا، فنحن مستعدون".