كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد أن مدة اللقاء مع شخص مريض بـكوفيد-19 (COVID-19) كانت بنفس أهمية المسافة التي يجب الإلتزام بها.
ما مدى احتمالية الإصابة بمرض كوفيد-19 بعد الاحتكاك بشخص مصاب؟
لقد كان هذا السؤال يدور في أذهان الكثير من الناس أثناء الوباء، وقد وجدت مجموعة من الباحثين في المملكة المتحدة إجابة له أخيرًا.
قام باحثون من قسم نوفيلد (Nuffield) للطب في جامعة أكسفورد بتحليل بيانات لـ7 ملايين شخص في إنجلترا وويلز، الذين تم تحذيرهم من خلال تطبيق NHS COVID-19 بأنهم كانوا على اتصال بشخص مصاب. كان الهدف هو معرفة عدد الأشخاص الذين تم تنبيههم والذين أصيبوا بالفعل بفيروس SARS-CoV-2.
سمح تطبيق NHS COVID-19، الذي تم إغلاقه في أبريل 2023، للأشخاص الذين قاموا بتنزيله بإعلام الآخرين بأنهم مصابون. وفي الوقت نفسه، سيرسل التطبيق تنبيهًا للمستخدمين إذا كانوا على مقربة من شخص مصاب. وسيتعين على الناس بعد ذلك إما عزل أنفسهم أو إجراء الاختبار.
وكانت مهمة لوكا فيريتي، الباحث الرئيسي في دراسة جامعة أكسفورد التي نشرت في مجلة نيتشر هذا الشهر، وزملاؤه هي فهم ما إذا كان التطبيق يعمل بشكل صحيح. هل حُذرت الناس عندما كان هناك خطر معقول؟ الإجابة هي نعم. لكن الباحثين اكتشفوا أكثر من ذلك بكثير.
يقول فيريتي: "كان التطبيق يرسل لنا معلومات مجهولة حول الأشخاص الذين تم تحذيرهم، والأشخاص الذين تم اختبارهم، والذين حصلوا على نتيجة إيجابية، ومعلومات حول جهة الاتصال المحددة: المدة، والقرب"..
يقول: "لقد نظرنا إلى ما حسبه التطبيق باعتباره خطرًا على الفرد، من حيث المسافة والمدة، وتبين أن الأمرين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا حقًا".
المدة مقابل المسافة
واستغل الباحثون هذا "الكنز الدفين" من المعلومات لدراسة العلاقة بين المسافة ومدة اللقاء مع شخص مصاب لمعرفة كيف سيؤثر ذلك على خطر إصابة شخص ما بالعدوى. وتبين أن المدة لا تقل أهمية عن المسافة، إن لم تكن أكثر.
يقول فيريتي: "كان الجميع يركزون على المسافة. كانت هناك قاعدة مسافة متر أو مترين في المحلات التجارية وفي المحطات. لكن المسافة لم يكن ينبغي أن تكون محور اهتمامنا أبدًا، لأنه كما نعلم الآن، فإن الحقيقة أكثر دقة من ذلك".
ووجد الباحثون أن التعرض لفترة أطول على مسافات أكبر له خطر مماثل للتعرض لفترة أقصر على مسافات أقرب.
لا توجد قاعدة ذهبية بشأن مقدار الوقت الذي يمكنك أن تقضيه مع شخص مصاب قبل أن تصاب بـCOVID-19، حيث يمكن أن يتغير هذا وفقًا لما يفعله الشخص المصاب. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يسعل كثيرًا، فسيكون لدى الشخص الآخر فرص أكبر للإصابة بالعدوى.
ولكن كلما قضى الشخص وقتًا أطول مع شخص آخر مريض، زاد احتمال إصابته بالمرض، حتى لو حافظ على مسافة مترين في جميع الأوقات.