توعد الرئيس الأمريكي المكسيك بفرض عقوبات ورسوم جمركية في إطار نزاع بين البلدين حول تقاسم المياه، واتهمها بخرق معاهدة مائية تعود إلى عام 1944.
وقال ترامب إن الجارة الجنوبية "سرقتالمياه من مزارعي تكساس" ولم تلتزم بالتزاماتها.
وفقًا للمعاهدة المبرمة عام 1944، يجب أن ترسل المكسيك 1.75 مليون فدان-قدم من المياه إلى الولايات المتحدة من نهر ريو غراندي عبر شبكة من السدود والخزانات كل خمس سنوات.
ويُعادل فدان-قدم كمية من المياه تكفي لملء نصف حمام سباحة أولمبي تقريبًا. ومع ذلك، تشير بيانات من لجنة الحدود والمياه الدولية إلى أن المكسيك أرسلت أقل من 30٪ من الكمية المطلوبة خلال الدورة الخمسية الحالية التي تنتهي في أكتوبر المقبل.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشل": "المكسيك مدينة لتكساس بـ 1.3 مليون فدان-قدم من المياه بموجب معاهدة المياه لعام 1944، لكنها للأسف تنتهك التزامها بالمعاهدة".
وأضاف: "وزيرة الزراعة في إدارتي بروك رولينز تقف في المقدمة للدفاع عن مزارعي تكساس، وسنواصل تصعيد الاجراءات، بما في ذلك الرسوم الجمركية، وربما حتى العقوبات، حتى تلتزم المكسيك بالمعاهدة وتعطي تكساس المياه التي هي مدينة بها!"
المكسيك ترد على ترامب
من جانبها، ردت رئيسة المكسيك كلوديا شاينباوم قائلة على منصة "إكس" إن بلادها كانت ملتزمة بالمعاهدة "بقدر ما تكون المياه متاحة"، مشيرة إلى الجفاف الذي تعاني منه البلاد منذ ثلاث سنوات.
وأوضحت أن المكسيك قدمت اقتراحًا للمسؤولين الأمريكيين يوم الأربعاء 9 إبريل، يتضمن إجراءات قصيرة الأجل لمعالجة إمدادات المياه إلى تكساس.
كما أكدت أنها وجهت وزراء البيئة والزراعة والخارجية بالتواصل فورًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وقالت شاينباوم: "أنا واثقة، وعل غرار قضايا أخرى، من أن اتفاقًا سيتم التوصل إليه."
أسباب التعثر المكسيكي
ويشير المسؤولون المكسيكيون بشكل منتظم إلى الجفاف التاريخي الناجم عن تغير المناخباعتباره عائقًا أمام الوفاء بالتزاماتهم المائية. وتمنح المعاهدة تساهلًا في مثل هذه الحالات، مما يسمح بتأجيل الدين المائي إلى الدورة الخمسية التالية.
وتتطلب المعاهدة أيضًا أن تسلم الولايات المتحدة 1.5 مليون فدان-قدم من المياه سنويًا إلى المكسيك من نهر كولورادو، وهو التزام قامت واشنطن بتنفيذه إلى حد كبير، رغم انخفاض التسليم مؤخرًا بسبب الجفاف الشديد، وهو أمر تسمح به المعاهدة.
وكانت المكسيك قد أرسلت كميات أقل بكثير من المياه إلى الولايات المتحدة، إلا أنها واجهت صعوبات في الوفاء بالتزاماتها بسبب الجفاف، والبنية التحتية السيئة، وتزايد الطلب المحلي.
كما يشير سياسيون أمريكيون إلى أن الصناعات المرتبطة بتربية الماشية وزراعة جوز البقان المتنامية على طول الحدود بن البلدين قد استهلكت المياه، ويؤكدون أن عدم تسليم المكسيك لحصتها المائية يضر بمزارعي تكساس الذين يحتاجونها لري محاصيلهم.
ونقلت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر، أن المسؤولين المكسيكيين كانوا يعملون بجد لوضع خطة لزيادة كمية المياه التي يرسلونها إلى الولايات المتحدة بسبب القلق المتزايد من أن ترامب قد يجر النزاع إلى مفاوضات التجارة.
واتهم الجمهوريون في ولاية تكساس المكسيك علنًا بأنها تتأخر دائمًا في تسليم المياه وتتجاهل المعاهدة بشكل فاضح.