بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 16/02/2023 - 10:37
وزير داخلية حركة طالبان سراج الدين حقاني - حقوق النشر AP/Copyright 2022 The AP. All rights reserved.
ظهرت في الأيام الأخيرة بوادر انقسام علنية ونادرة جداً في صفوف طالبان التي تحكم أفغانستان منذ أغسطس-آب 2021، حيث انتقد وزير الداخلية سراج الدين حقاني، وهو أحد المسؤولين الأقوياء في الحكومة، القائد الأعلى الحركة هبة الله أخوند زادة.
وقال حقاني خلال خطاب ألقاه نهاية الأسبوع الماضي في حفل تخرج بمدرسة إسلامية في ولاية خوست إن "ليس من مصلحتنا احتكار السلطة والإضرار بسمعة النظام برمته"، مضيفاً بأن "هذا وضع لا يمكن تقبله".
وتحولت مقاليد السلطة واتخاذ القرارات الهامة بحركة طالبان إلى عملية غير واضحة المعالم منذ وصولها للحكم صيف 2021، حيث لا يعرف أحد كيف تتم عملية تحديد السياسات واتخاذ القرارات ما بين أعضائها في كل من قندهار والعاصمة كابول.
وبرز أخوند زادة كمحرك أوحد لسياسات طالبان خلال الأشهر القليلة الماضية وخاصة فيما يتعلق بحظر الحركة تعليم النساء في الجامعات وعدم السماح لهن بحضور المدارس بعد الصف السادس.
واتخذت الحركة هذا القرار في ديسمبر-كانون الأول الماضي فيما يعد تراجعاً عن تعهدها السابق بانتهاج سياسات أقل تشدداً والسماح للفتيات بالدراسة حتى الصف الثانوي على الأقل.
وقال حقاني إن وجود طالبان بالسلطة "يضع المزيد من المسؤولية على أكتافنا ويتطلب ذلك الصبر والسلوك الجيد والمشاركة مع الشعب"، مضيفاً أن على طالبان "تضميد جراح الناس" والتصرف بطريقة لا يكرهها الناس ولا تجعلهم يكرهون الدين.
وفيما بدا وكأنه رد من الحركة على تصريحات حقاني، قال المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، إنه من الأفضل النقد داخل الغرف المغلقة وليس في العلن. وأضاف: "إذا انتقد شخص ما الأمير أو الوزير أو أي مسؤول آخر، فمن الأفضل - وتقول الأخلاق الإسلامية أيضاً - أن يعبر عن انتقاده له بشكل مباشر وسري".
بين قندهار وكابول
يعيش أخوند زادة في معقل طالبان بإقليم قندهار التي نادراً ما يتركها حيث يحيط نفسه بعدد من الأئمة وقيادات القبائل على عكس أعضاء الحركة الذين يديرون الأمور السياسية والخدمية في كابول.
ويرى مايكل كوغلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون الأمريكي للبحوث السياسية، أن تصريحات حقاني تعتبر "تصعيداً كبيراً" بحركة طالبان التي "عادة ما تحل خلافاتها الداخلية" خلف الأبواب المغلقة.
وطبقاً لكوغلمان، قادة طالبان في قندهار لا يشاركون في إدارة الحياة اليومية للشعب الأفغاني، على عكس القيادات في كابول الذين "يتعين عليهم الحكم وتقديم الخدمات".
حقاني ليس الوحيد الذي أبدى امتعاضه من سياسات الحركة، حيث انتقد نائب رئيس وزراء طالبان عبد السلام حنفي حظر تعليم الفتيات بشكل غير مباشر وقال: "لن ننجح أبداً إذا لم نحسن من كفاءة وتعددية النظام التعليمي".
وأضاف: "واجب علماء الإسلام يتطلب أكثر من حظر سلوك أو ممارسة، بل يجب عليهم أيضاً أن يقدموا حلول بديلة ومسارات للمضي قدماً".
وعلق الصحفي المتخصص في شؤون الحركة أحمد راشد على ما يحدث خلف الكواليس بالقول إن أخوند زادة لن يغير من سياساته.
وعبر عن شكوكه في أن تشكل الانتقادات الداخلية نوع من "التمرد" ولكنه أكد أن أعضاء طالبان الذين يديرون البلاد في العاصمة "أيقنوا أنه ليس من الممكن الاستمرار بهذا الشكل" غير المرن الذي تنتهجه القيادات في قندهار.
منذ عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021 قيدت طالبان تدريجياً الحريات التي اكتسبتها النساء على مدار العقدين الماضيين منذ سقوط نظامها السابق في 2001.
بالإضافة إلى الحرمان من حق الدراسة، تُمنع النساء أيضاً من ممارسة معظم الوظائف الحكومية. ولا يُسمح للمرأة السفر إلا برفقة قريب ذكر وعليها ارتداء البرقع أو الحجاب عند مغادرة المنزل.