بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 15/02/2023 - 14:08
إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي- 3 يناير 2023 - حقوق النشر Atef Safadi/AP
يشنّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي يتهم غالباً بإثارة توترات بين الإسرائيليين والعرب، حملة على الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، مثيراً الجدل مرة أخرى حول قضية بالغة الحساسية في الصراع بين الجانبين.
ويرأس بن غفير حزب "القوة اليهودية"، وقد أدين أكثر من مرة في السابق بالتحريض على العنصرية. ومنذ انضمامه إلى الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو، تعهّد بضمان عدم معاملة السجناء الفلسطينيين بشكل مريح.
وبن غفير معروف بتصريحاته المتطرفة والمثيرة للجدل، وهو يدعو إلى ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل، وطرد قسم من العرب الإسرائيليين المتحدرين من الفلسطينيين الذين بقوا على أرضهم بعد قيام دولة إسرائيل العام 1948، وتوزيعهم على الدول المجاورة.
بعد هجوم نفذه فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة في مستوطنة نفي يعكوف أواخر الشهر الماضي قتل خلاله سبعة أشخاص خارج كنيس يهودي، صرّح بن غفير بأنه سيضمن عدم حصول "الإرهابيين" على خبز طازج كل صباح.
وقال "لا أفهم لماذا يتلقى الإرهابيون قتلة الأطفال والنساء خبزاً طازجاً كل صباح، كما لو أنهم في مطعم".
واضاف "ليس أمام عيني". وأمر بإغلاق المخابز في سجني ريمون وكيتسعوت. لكن إدارة مصلحة السجون امتنعت عن التعليق حول وجود مخابز تقدّم فعلاً خبزاً طازجاً يومياً للسجناء، أو حول مسألة إغلاقها.
وخلال زيارة في كانون الثاني/يناير إلى سجن نفحة في صحراء النقب، قال بن غفير لوسائل إعلام إسرائيلية، إنه يريد ضمان ألا يعيش النزلاء الفلسطينيون براحة أكبر "نتيجة بناء زنازين جديدة". ويقترح بن غفير معاقبة الفلسطينيين المدانين "بالإرهاب" بالإعدام.
ويحظى الأسرى الفلسطينيون باحترام واسع بين الفلسطينيين الذين يعتبرونهم أبطالاً. ويقبع قرابة 4700 فلسطيني بينهم 190 من القصّر، بحسب مؤسسة "الضمير" التي تعنى بشؤون السجناء الفلسطينيين في إسرائيل، في السجون الإسرائيلية.
واعتقلت اسرائيل مئات الآلاف من الفلسطينيين منذ احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية لاحقاً من القطاع.
وقالت ميلينا أنصاري من مؤسسة الضمير "كل عائلة في الضفة الغربية لديها على الأقل شخص واحد اعتُقل أو أوقف أو قُدّم إلى محكمة عسكرية". وأضافت لوكالة فرانس برس "هذه قضية تمسّ بعمق جوهر الهوية الفلسطينية".
"تجاوز الخطوط الحمراء"
تقدر مؤسسة الضمير أن اكثر 800 ألف فلسطيني دخلوا السجون الإسرائيلية منذ 1967. ولم تنفّذ اسرائيل عقوبة الإعدام في أحكامها على الفلسطينين منذ ذلك الوقت.
وأثار هجوم بن غفير على السجناء ردود فعل قوية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث حمل متظاهرون لافتات كتب عليها "بن غفير اذهب إلى الجحيم". وحذّرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في رسالة رسمية إلى دبلوماسيين اطلعت عليها وكالة فرانس برس، من أن التحركات الإسرائيلية للمسّ بحقوق السجناء "تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء".
ووصفت القضية بأنها "صاعق يمكن أن يؤدي إلى تدهور خطير في الوضع المتوتر أصلاً منذ فترة". وحذّر مسوؤلون فلسطينيون من أن الضغط على الأسرى قد يؤدي الى انفجار الشارع الفلسطيني.
"وهم انتصارات"
يقول الباحث المتخصص في قضايا الأسرى الفلسطينيين باسل فراج "بينما توجد في الخارج انقسامات كبيرة بين حركتي حماس وفتح، يعزّز السجن الوحدة بين أعضاء الفصائل المختلفة".
ويضيف "رأينا رغبة بتوحيد صفوفهم السياسية في مسعى لتحقيق هدف معين كجزء من مقاومة الأسرى للسياسات الإسرائيلية داخل السجون".
ويرى أن بن غفير "يريد تفكيك شعورهم بالتنظيم السياسي".
ويمثّل عدد من السجناء أهمية بالغة للفلسطينيين، ومنهم مروان البرغوثي الذي صدرت في حقّه أحكام عدة بالسجن مدى الحياة بسبب دوره في قيادة الانتفاضة الثانية وفي تنظيم هجمات على إسرائيليين.
ويتصدّر البرغوثي بانتظام استطلاعات الرأي باعتباره الزعيم الفلسطيني الأكثر شعبية. ومرّت ثلاثة أشهر منذ أن سُمح لابنه قسّام بالاتصال به، ويخشى قسّام أن يصبح والده هدفاً لبن غفير.
ويقول لوكالة فرانس برس "الاسرائيليون يحبّون تحطيم هذه الرموز لخلق وهم انتصارات، لذلك أخشى أن يستخدموا اسم مروان البرغوثي وصورته لجعل الإسرائيليين يعتقدون أن حكومتهم تنتصر".
ويضيف "كلّ ما يفعلونه ضده سيزيد من الدعم له بين الفلسطينيين".
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن سجناء سيبدأون إضراباً عن الطعام في شهر رمضان، احتجاجاً على تحركات بن غفير.
وأعلن مسؤول الشؤون الفلسطينية في قناة 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلية اليئور ليفي الاثنين أنه تلقى رسالة باللغة العبرية من سجناء فلسطينيين جاء فيها، "أن أي مساس بظروف سجن الأسرى سيؤدي إلى سفك الدماء".
وأضافوا "ليس لدينا ما نخسره، ومن يقرر أن يحاربنا سنحاربه، وسيجدنا أننا محاربون، (...) فمصيرنا أن نكون محاربين، وأملنا أن نصبح شهداء من أجل تحرير الوطن".