بقلم: Hassan Refaei • آخر تحديث: 08/03/2023 - 21:00
صورة أرشيفية لجنود أوكرانيين يلقون النظرة الأخيرة على رفيقهم يوري بريخودكو، الذي قُتل في باخموت بمنطقة دونيتسك، أوكرانيا، 21 فبراير، 2022. - حقوق النشر AP Photo
تعهدت أوكرانيا بملاحقة الجنود الروس الذين قالت إنهم قتلوا أسير حرب أعزل تعرف عليه مسؤولوه يوم أمس الثلاثاء بعدما شاهدوا مقطعاً مصوّراً لعملية القتل انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وأثار غضباً في أوساط الرأي العام.
الفيديو الذي تبلغ مدّته 12 ثانية بُثّ الاثنين الماضي على منصتي "تيلغرام" و"تويتر" للتواصل الاجتماعي، ويُظهر رجلاً في خندق وسط منطقة حرجية مرتدياً زياً عسكرياً مموّهاً، وعليه إشارة العلم الأوكراني، ويضعُ في فمه سيجارة، ويأخذ منها نفساً عميقاً قبل أن يقول بهدوء وثقة "المجد لأوكرانيا".
وبعد ذلك قام رجلٌ مسلح، لم تُعرف هويته على الفور، بإطلاق النار على الجندي الأوكراني الذي سقط صريعاً على الأرض مضرّجاً بدمائه، وفي نهاية المقطع يُسمع صوت رجل يقول باللغة الروسية "مت أيها الـ..."، مستخدماً كلمة نابية بحق القتيل.
ولم يتم التحقق بشكل مستقل مما ورد في المقطع المصوّر، ولم يُعرف موقع وتاريخ التصوير، غير أن عملية البحث في الشبكة العنكبوتية تشير إلى أن هذا المقطع لم يتم تداوله قبل يوم الاثنين الفائت.
وزارة الدفاع الروسية من ناحيتها، لم تستجب على الفور لطلب التعليق على ما ورد في المقطع المصوّر.
هذا وأطلق الجيش الأوكراني على الجندي القتيل اسم "تيموفي ميكولايوفيتش شادورا".
وفي بيان نُشره الجيش على صفحته في "فيسبوك" صباح أمس: قال الجيش الأوكراني إن شادورا الذي اختفى أثره في مدينة باخموت شرق البلاد منذ أوائل شهر شباط/فبراير الماضي، كان عنصراً في اللواء (30) المؤلل.
وأضاف البيان أن جثّة الجندي بقيت في المنطقة التي احتلتها القوات الروسية، مستطرداً أنه سيتم تحديد هوية القتيل بشكل نهائي بعد استعادة الجثّة.
وعقب انتشار مقطع الفيديو، غصّت وسائل التواصل الاجتماعي بردود فعل رسمية وشعبية غاضبة تجاه الروس الذين يُعتقد أنهم مسؤولون عن إعدام الجندي الأوكراني بدمٍ بارد، كما لم تخلُ تلك الردود من مشاعر التقدير والإعجاب بشجاعة الجندي الذي وُصف بـ"البطل".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال مساء الاثنين، في حسابه في "تيلغرام": "أريد أن نتحد جميعنا حول عبارته" مستطرداً: "المجد للأبطال، المجد لأوكرانيا".
وتعدّ عبارة "المجد لأوكرانيا" الواردة في المقطع المصوّر صيحة المعركة لدى الجيش الأوكراني الذي يواجه منذ أكثر من عام غزواً روسياً لبلاده، كما أن تلك العبارة أصبحت شائعة خارج أوكرانيا كإشارة للتضامن مع شعبها.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر": إن المقطع المصوّر "دليل آخر على أن هذه الحرب إبادة جماعية".
وأضاف أن من الضروري قيام المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الذي اختتم مؤخراً زيارة لأوكرانيا بـ"فتح تحقيق فوري" في الحادث.
ومن ناحيته، وجّه محقق شكاوى حقوق الإنسان في أوكرانيا دميترو لوبينيتس اتهاماً بارتكاب جرائم حرب، مؤكداً في بيان له نشره على "تليغرام" على أن روسيا ستُحاسب على كل جريمة ترتكبها"، واصفاً ما قام به الجنود الروس في المقطع المصوّر بأنه يعكس "الحقارة والشراسة".