إليكم ما نعرفه عن تفاصيل عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين من غزة وتداعياتها

منذ 5 أشهر 84

(CNN)-- تم إنقاذ 4 رهائن في عملية إسرائيلية استغرق التخطيط لها أسابيع، لكنها أسفرت عن مقتل العشرات من الفلسطينيين في غزة وخلفت وراءها دمارا.

وقُتل ما لا يقل عن 274 فلسطينيا في العملية وأُصيب المئات، حسبما قالت السلطات في غزة.

وفي حين كانت هناك حالة من الفرحة بين عائلات الرهائن الأربعة الذين تم إنقاذهم وهم: نوا أرغاماني، وألموغ مائير جان، وأندريه كوزلوف، وشلومي زيف، بعد ثمانية أشهر من اختطافهم من مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد تكون الاحتفالات قصيرة.

ولا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تحت ضغط شديد، ولا يزال هدفه بعيدا في تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين. لقد رفض التوقيع على خطة السلام الأخيرة، والتي قدمها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، ولا يزال عدد القتلى بين الفلسطينيين في تزايد.

إليكم ما نعرفه عن عملية يوم السبت:

ماذا حدث في الغارة؟

على غير العادة، اختارت القوات الإسرائيلية شن غارة نهارية على مخيم النصيرات في وسط غزة، السبت، قائلة إن ذلك سمح لها بعنصر مفاجأة أكبر.

وكجزء من استعداداتهم، بنت قوات الجيش نماذج للشقق التي احتُجز فيها الرهائن بعد تلقي معلومات استخباراتية عن موقعهم.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي: "كانت القوات الإسرائيلية تستعد لمهمة الإنقاذ تلك منذ أسابيع. لقد خضعوا لتدريب مكثف".

وأضاف هاغاري أن القوات الإسرائيلية اضطرت إلى دخول المناطق المدنية للوصول إلى الرهائن، لأن هذا هو المكان الذي تمركزت فيه حماس.

ووفقا لمحلل شبكة CNN باراك رافيد، نقلا عن شهود عيان في مخيم اللاجئين، كان بعض أفراد القوات الخاصة متنكرين على هيئة فلسطينيين نازحين وأعضاء في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس.

وفي غياب غطاء الظلام، كان الجيش الإسرائيلي في مواجهة خطر أكبر في الفشل في دخول غزة والخروج منها بأمان. ووفقا للشرطة الإسرائيلية، قُتل ضابط بالرصاص أثناء العملية.

وقال هاغاري إن الرهائن كانوا محتجزين في شقتين منفصلتين في مبان مدنية متعددة الطوابق، تبعد عن بعضها البعض حوالي 200 متر (650 قدما)، بينما كانت أرغاماني محتجزة في مبنى مختلف عن الرجال الثلاثة.

وأضاف المتحدث أن الجيش الإسرائيلي تلقى معلومات استخباراتية عن موقعهم مسبقا، مشيرا إلى أن الرهائن في غزة يتم نقلهم بشكل متكرر، وكانت أرغاماني محتجزة في أماكن أخرى من قبل. وكشف أن مداهمات مماثلة أُلغيت في اللحظة الأخيرة "أكثر من ثلاث أو أربع مرات" بسبب ظروف غير مواتية.

وأوضح هاغاري أن المرحلة الأولى من عملية، السبت، شهدت استهداف الجيش الإسرائيلي للبنية التحتية للمسلحين بضربات مخططة مسبقا.

وقال هاغري إن الجيش الإسرائيلي تعرض لنيران كثيفة، وخاصة بعد الانسحاب من الشقق، لكنه لم يقدم أدلة على مزاعمه.

وأردف: "أثناء تعرضنا لإطلاق النار، نيران داخل المباني، ونيران في طريقنا للخروج من غزة، أنقذت قواتنا رهائننا".

وقال رافيد، المحلل في شبكة CNN، إنه كانت هناك "معركة نيران قوية" بعد إنقاذ الرهائن.

لماذا كان عدد القتلى الفلسطينيين مرتفعا إلى هذا الحد؟

وقعت الغارة في منتصف الصباح، مما يعني أن الشوارع كانت تعج بالناس الذين يتسوقون في أحد الأسواق القريبة.

كانت هناك مؤشرات مبكرة على وجود مهمة جارية، عندما أعلنت إسرائيل قبل الأخبار، صباح السبت، أنها تعمل في النصيرات، لكنها شنت هجوما جديدا في المنطقة في منتصف الأسبوع. وأفادت التقارير بوقوع قصف مكثف خلال مهمة الإنقاذ الإسرائيلية.

وهناك تقارير متباينة حول عدد القتلى الفلسطينيين. وتقول أحدث الأرقام من سلطات غزة، إن 274 فلسطينيا قُتلوا، وأُصيب 698، وهو ما يمثل أحد أكثر الأيام دموية منذ أشهر لسكان غزة.

ولقد شكك الجيش الإسرائيلي في هذه الأرقام، قائلا إنه يقدر عدد ضحايا العملية بـ"أقل من 100".

ولا تستطيع شبكة CNN التحقق بشكل مستقل من أرقام أي من الجانبين.

لكن السكان المحليين وصفوا الهجوم بأنه "جحيم على الأرض"، مع مشاهد مذبحة عقب الغارات. وتحدث شهود عيان عن مدنيين أُصيبوا بضربات جوية وشظايا.

وقال رجل فلسطيني يدعى أبو عبد الله لمراسل شبكة CNN على الأرض إن الناس أُصيبوا في منازلهم حوالي الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي. وأضاف: "حاولنا الحصول على سيارات إسعاف، لكن لم يتمكن أحد من الدخول لأنها كانت بالفعل منطقة عسكرية".

وتابع قائلا: "كانت الكلاب تأكل بقايا الناس، وأخرجنا ستة شهداء، جميعهم أطفال ونساء ممزقون، خاطرنا بحياتنا لنقلهم إلى المستشفى. أخبرنا الجنود بالعودة ولكن كان علينا الاستمرار".

وقال أحد السكان المحليين ويُدعى نضال عبده، إنه كان يتسوق في سوق النصيرات قبل أن "يبدأ القصف المجنون على كل مكان".

وأضاف: "(كان) شيئا لم نشهده من قبل، ربما سقط 150 صاروخا في أقل من 10 دقائق، وبينما كنا نهرب سقط المزيد على السوق".

وتظهر لقطات من مستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح القريبة، شاحنات وسيارات إسعاف تنقل الجرحى والجثث إلى المستشفى. وكانت غرفة الطوارئ في المستشفى ممتلئة. ويمكن رؤية أشخاص في اللقطات ينتظرون على أرض المستشفى.

ويظهر مقطع فيديو صادم العديد من الفلسطينيين وأطفالا مصابين والدماء تغطي وجوههم وملابسهم. كما تظهر لقطات من المستشفى أشخاصا يصرخون ويبكون، ويتجمعون حول الجثث المغطاة بالبطانيات.

ماذا كانت ردود الفعل؟

أعربت عائلات الرهائن عن سعادتها الغامرة بعودة أحبائهم سالمين. وقالت أوريت مائير، والدة ألموغ مائير جان، في مؤتمر صحفي، السبت، إنها متحمسة لعناق ابنها مرة أخرى.

وأضافت: "لم أستطع التوقف عن معانقته. غدا عيد ميلادي، لذا حصلت على هديتي".

ووصف نتنياهو، الذي التقى بالرهائن الذين تم إنقاذهم وعائلاتهم في مستشفى شيبا، السبت، العملية بأنها "بطولية"، مضيفا أن الحكومة ستواصل "بذل كل ما في وسعها" لاستعادة كل المحتجزين في القطاع.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، السبت، إن العملية كانت "نورا عظيما في الظلام الرهيب".

وفي الوقت نفسه، اتهمت حماس إسرائيل بارتكاب "مذبحة مروعة" ضد المدنيين في مخيم النصيرات. وقالت الحركة إن قتل إسرائيل لعشرات الأشخاص أثناء شنها عملية إنقاذ الرهائن كان "جريمة وحشية، خالية من قيم الحضارة والإنسانية".

ودعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بينما أدانت العديد من دول الشرق الأوسط العملية.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للحرب؟

عمليات إنقاذ الرهائن نادرة. هذه هي العملية الثالثة الناجحة في الصراع.

توضح عملية، السبت، أنها لا تزال ممكنة، وقد تشجع الجيش الإسرائيلي على بذل مزيد من الجهود، بالنظر إلى أن "الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي على غزة هو إنقاذ الرهائن المتبقين".

ومع ذلك، أشار البعض إلى اتفاق وقف إطلاق النار باعتباره وسيلة أكثر فعالية لتحرير الرهائن. إذ تم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة بموجب هدنة مؤقتة العام الماضي، بينما أنقذت إسرائيل 7 رهائن بوسائل عسكرية.

وقال هاغاي ليفين، من فريق الصحة بمنتدى الرهائن والعائلات المفقودة، إن عمليات مثل تلك التي جرت، السبت، "ليست طريقة يمكننا من خلالها إعادة 120 رهينة إلى ديارهم".

وأضاف: "يجب علينا جميعا، نحن العالم، أن نتبع خطاب الرئيس (الأمريكي)، جو بايدن ونذهب مع الصفقة التي ستمكنهم جميعا، أحياء أو أمواتا، من العودة إلى ديارهم من خلال وقف إطلاق النار".

وبدلا من ذلك، دعا ليفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن "يمكّن جميع (الرهائن)، الأموات والأحياء" من العودة إلى ديارهم.

هناك تحذيرات من أن العملية المميتة التي شنها الجيش الإسرائيلي، السبت، قد تؤدي إلى مزيد من الانتكاسات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل.

وقال مسؤول مصري لشبكة CNN إن عملية إسرائيل سيكون لها "تأثير سلبي" على المفاوضات لإنهاء حرب غزة.

وأضاف المسؤول المصري، المطلع على المحادثات، لشبكة CNN: "لن يكون الأمر سهلا".

وساعدت مصر، إلى جانب قطر، في تنسيق المفاوضات بين إسرائيل وحماس.

واعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان بوقوع خسائر في صفوف المدنيين، ووصفه بأنه أمر "مأساوي"، وجدد دعوة الولايات المتحدة لحماس لقبول الاقتراح الأخير.

وأضاف سوليفان: "أفضل طريقة لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم وحماية المدنيين الفلسطينيين هي إنهاء هذه الحرب. وأفضل طريقة لإنهاء هذه الحرب هي أن تقول حماس نعم للصفقة التي أعلنها الرئيس بايدن، والتي قبلتها إسرائيل".

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وصلت المفاوضات المكثفة لوقف إطلاق النار واتفاق تبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين إلى طريق مسدود.

وفي الشهر الماضي، مضت إسرائيل في عمليتها البرية بوسط رفح، رغم الإدانة الدولية لتصعيدها في المدينة الواقعة جنوب غزة، حيث كان نحو 1.3 مليون فلسطيني يحتمون بها قبل أن تبدأ إسرائيل عمليتها هناك.