إشاعة تخص عائلتي

منذ 7 ساعة 12

إشاعة تخص عائلتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2024 ميلادي - 20/4/1446 هجري

الزيارات: 20


السؤال:

الملخص:

رجل متزوج تناقل الناس إشاعة تخص عائلته، فأفشى صديق له حقيقةَ الأمر لشخص معين؛ ردًّا لتلك الإشاعة، ورفض إفشاء اسم ذلك الشخص؛ لأنه أخذ عليه العهد بذلك، ويسأل: هل يجوز له أن يفشي اسمه؛ لأنه يعلم خصوصياته؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أفشى صديقٌ لي سري لشخص معين؛ كي يرد إشاعة تناقلها الناس عني تخص آل بيتي، وأخبرني بإفشائه الأمر، وطلب مني أن أغفر له، فسامحته، لكني طلبت منه أن يخبرني باسم هذا الشخص، فلم يوافق؛ لأن هذا الشخص أخذ عليه العهود ألَّا يشي باسمه، وأنا أريد أن أعرف اسمه؛ لأنه سأل صديقي بالنزاع القائم بيني وبين زوجتي، فهل من حقي معرفة اسم هذا الشخص؛ لأنه أخبره بخصوصياتي؟ وهل يجوز لصديقي إخفاء هويته عني بحجة أنه حمَّله أمانة بعدم إفشاء اسمه؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حياك الله يا أخي، وأسأل الله العظيم أن يكشف عنك كل كربة، ويوفقك لكل خير، ولي معك وقفات:

ذكرت أن هناك إشاعة خرجت عنك وعن أسرتك، وذكرت أنك دافعت عن نفسك وذكرت الصحيح من الأخبار، فإن كانت هذه الأخبار مما يُسمَح أن يعرفه الناس، فلله الحمد أنْ جَعَلَ لك رجل يدافع عنك ويذكر الحقيقة للناس، أما إن كانت الحقيقة يصعب نقلها وإخبارها للناس، هنا عليك أن توضح لمن أخبر لك ما تريد أن يصل للناس، وتحاول تغطية الخبر الذي لا يصلح.

اسأل نفسك: ما فائدة معرفة اسم الشخص الذي نقل الخبر؟ تذكَّر أن معرفة اسمه سيجعل قلبك حاملًا عليه، ومن الممكن الدخول معه في مشاكل كثيرة، وقد يكون من أقرب الناس إليك، لذا من أجل المحافظة على علاقاتك وقلبك؛ ابتعد عن معرفة اسمه.

الذي نقل الخبر، قد تكون نيته طيبة وصالحة؛ لأنه عندما سمع الإشاعة عنك أراد أن يدافع عنك ويخبر غيرك بالحقيقة، حتى يتوقف الناس عن الكلام في عِرْضِك، وليس قصده التشهير بك، فإن كان قد أخطأ فهو معذور؛ لأنه لم يكن متعمِّدًا أذيَّتك.

أما إن كان يتقصد أذيتك، فالأصل أنه يُبقي الإشاعة ويزيد فيها من الأكاذيب حتى تتشوه سمعتك أكثر وأكثر.

يا أخي، علينا مستقبلًا ألَّا نفشي أسرارنا إلا لمن نثق من الناس، وعليك التأكيد على من أخبرته بعدم الإفشاء.

تذكر يا أخي أننا لا نملك الناس، فالناس مختلفون؛ فمنهم من يستطيع كتم الأسرار، ومنهم الذي لا يستطيع، وهنا عليك أن تختار من تثق به وبأمانته، قبل أن تفشي له أسرارك، ولأنك أخرجت سرك للغير، فتوقَّع ما قد يحدث.

قد لا يكون الخبر في الأصل سرًّا، وأقصد أن الخبر يعرفه أناس آخرين؛ مثل الزوجة وأسرتها وأسرتك، فطبيعي جدًّا أن يخرج من غيرك، بحسن نية أو بسوء نية، فقد يكون الشخص الناقل سمع الخبر من غيرك، ونقله لصديقك من أجل الدفاع عنك.

يا أخي، في ظني أن المشكلة الكبرى ليس في نقل الإشاعة، وإنما في التأخر في علاجها؛ لذا عليك أن تبادر في علاج مشكلتك، سواء مع زوجتك، أو مع أسرتك، أو مع أي شخص؛ لأن علاجها سيجعل الناس تصمت، وينفي الأخبار التي تناقلت عنك بسوء.

فإن لم تستطع علاجها، فاسْتَشِرْ من يستطيع مساعدتك، وأخبره بالصدق، وماذا حصل؛ حتى يستطيع مساعدتك، في علاج المشكلة.

أسأل الله العظيم أن يدلك على الخير، وأن يصلح قلبك وقلوبنا، وصلى الله على سيدنا محمد.