♦ الملخص:
فتاة مصابةٌ بداء الكسل، تقضي كل وقتها على الهاتف، ولا تفعل أي شيء ذي قيمة أو نفع، وليس لديها صديقات، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم، أنا فتاة كَسْلَى، مصابة بمرض الوسواس القهري منذ 2018، وأتناول أدوية له، والحمد لله أصبحت أفضل، المشكلة أنني أكسَل عن طلب العلم، وعن سماع المحاضرات الصوتية، أنام كثيرًا، وعندما أستيقظ لا أُنجز شيئًا، أقضي كل وقتي على الهاتف، وفي الكلام الفارغ مع بنت أختي، ولا أدرس شيئًا، وليس لديَّ صديقات، وأهلي في قِلَّة من العيش، فماذا أفعل كي يُذهب الله عني الكسل؟ وماذا أفعل كي أتقرَّب إلى الله؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن ديننا الحنيف يَحُثُّ على المسارعة والمسابقة في فعل الخيرات؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، ويقول جل وعلا: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 148].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجُلٍ وهو يَعِظُه: ((اغتنِمْ خمسًا قبل خَمْسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصحتك قبل سُقْمِك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل موتك))؛ [أخرجه الحاكم في المستدرك].
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا؛ يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا))؛ [رواه مسلم].
وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل؛ فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهَرَم، وعذاب القبر، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها))؛ [رواه مسلم].
ولا شكَّ - أختي الكريمة - أن النفس تحتاج إلى مجاهدة حتى تستقيم على أمر الله، وتحتاج كذلك إلى ترغيب وترهيب؛ ولذلك لا بد من ترتيب الأولويات في حياتكِ، وتحديد الوجهة، واستشعار قيمة ما تسعين إليه؛ حتى تنهض الهمة، وتعلو للارتقاء بالنفس كما أراد الله لها.
واستفيدي كذلك من العلوم التي تَصقُل مهاراتكِ، وتُطوِّر ذاتكِ، وتُعينكِ على ترتيب الأوقات وشحذ الهمم لاستغلالها، وهي متاحة ولله الحمد، توجد لقاءات وندوات يتم بثُّها ونشرها في مواقع التواصل، وتوجد مؤلفات كذلك.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.