أريد أن أعود إلى طليقي

منذ 1 سنة 427

أريد أن أعود إلى طليقي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/1/2023 ميلادي - 9/7/1444 هجري

الزيارات: 23



السؤال:

الملخص:

امرأة طُلِّقت بسبب أنها أجابت عن رسالة من أحد الذين تقدموا قديمًا، فجعل زوجها يشك فيها، ثم طلَّقها، وهي تريد العودة إليه، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

كنت متزوجة، وكان بيننا حب متبادل، والحياة تسير في سلام، لكنَّ رسالةً من أحد الخطَّاب الذين تقدموا إليَّ قديمًا، كنت قد أجبتُ رسالته – أقول: تلك الرسالة قلبت حياتنا جحيمًا؛ إذ داخله الشك من ناحيتي، وبنى كل حياتنا على هذا الشك، حتى آل الأمر إلى الطلاق، أنا لا أتوقع الحياة دونه، أحس أن الدنيا تقف بوجهي، وأتمنى لو أعود إليه، فما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

١- تزوجكِ رجل، وعشتم سنوات كانت الحياة فيها ممتازة، وكان يحبكِ وتحبينه.

٢- وفي أحد الأيام راسلكِ خطيب قديم، ورددت على رسالته، واطلع زوجكِ على هذه المراسلة، فسرى الشك فيكِ إلى قلبه، وتغيرت حياتكما إلى ما وصفتِهِ بالجحيم، إلى أن وصلتما للطلاق.

٣- والآن تريدين رجوع زوجكِ لكِ.

٤- لم تذكري ما دار في هذه المراسلة، ويبدو أنه كلام كبير وخطير؛ بدليل أن نهايته كانت الطلاق.

٥- ويبدو أنكِ لم تعتذري لزوجكِ بأدب، بل جادلتِ ونافحتِ عن نفسكِ بكبرياء، وهذا ما زاد الطين بِلةً.

٦- تقولين: إنكِ لا تتوقعين الحياة مع غيره، وتُحسِّين أن الدنيا واقفة ضدكِ، وتتمنين رجوعه لكِ، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: غلطتكِ كانت كبيرة بمراسلة رجل أجنبي عنكِ بما لا يليق بكِ، ثم زدت الخطأ بمكابرتكِ، ودفاعكِ عن نفسكِ، بينما كان الأجدر بكِ والأصلح لكِ الاعتذار والأسف الشديد، فالآن دوركِ هو تصحيح أخطائكِ بالاعتراف والاعتذار الشديد وطلب المسامحة؛ لعل زوجكِ يقدر ذلك ويسامحكِ.

ثانيًا: الخطيب السابق عدو لكِ وذئب مفترس لا همَّ له إلا الاستمتاع بكِ، ولا يرغب أبدًا في الزواج منكِ، بل ولا يثق بكِ كزوجة؛ لذا فنصيحتي لكِ أن تلفظيه نهائيًّا، وأن تغيري رقم جوالكِ، وأن تحذفي رقمه من جوالكِ، حتى ولو لم يرجع لكِ زوجكِ؛ لأن ما تمام توبتكِ وصدقها أن تمنعي كل وسيلة قد تعيدكِ للفتنة به.

ثالثًا: أعظم ما يُستجلب به تفريج الكرب والرزق الآتي:

الاستغفار.

الدعاء.

الاسترجاع.

الصدقة.

الإكثار من العبادات؛ مثل: الصلاة، والتلاوة، والذكر، والصيام، وغيرها.

رابعًا: ما حصل لكِ قدر كتبه الله عليكِ لحكمٍ يعلمها الله سبحانه؛ منها: تكفير الخطايا، ورفع الدرجات، ومراجعة النفس والتوبة، وغيرها.

خامسًا: بعد أن تكثري من التوبة والاستغفار، والاسترجاع والدعاء، لعلكِ توسطين عقلاء من عائلته أو عائلتكِ للتوسط بينكما؛ ليشفعوا لكِ عنده، ويبينوا له اعتذاركِ وأسفكِ ومحبتكِ له.

سادسًا: فإنْ بعد هذه الأسباب قبِل، فالحمد لله، وإن أصر على رفضه الرجوع، فلعل ذلك خير لكما معًا؛ كما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

أما قولكِ: إنكِ لا تتوقعين الحياة مع غيره، فلا داعي له؛ لأن الحياة لا تتوقف بسبب أحد؛ وتذكري قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

حفظكِ الله، ويسر الله لكِ ما فيه الخير والصلاح.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.