استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 24/6/2024 ميلادي - 17/12/1445 هجري
الزيارات: 27
♦ الملخص:
فتاة طُلِّقت بنت عمتها، ثم عرضت عليها أخت طليق بنت عمتها هذا أن تتزوج أخاها، ومنَّتها الأماني، ثم خدعتها، وأخبرتها بأن أخاها قد خطب فتاة أخرى؛ ما أصابها بحزن شديد، والأدهى من ذلك أن عمتها وبناتها علمن بالأمر، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
تزوج شابٌّ ببنت عمتي، ثم طلقها، وقد كانت أخته تتحدث عليه أمامي بداعٍ وبدون داعٍ، وبعد مدة اتصلت أخته بي تريد أن تأخذ موافقتي على أن يخطبني، فأخبرتها أن القرار بيد والديَّ، وفجأة – وبعد كلامها المعسول – أخبرتني أن أخاها قد خطب، وأنهم قد اختاروا له أولًا، فلن يستطيعوا إجباره على الاختيار ثانيًا، فحزنت حزنًا شديدًا؛ فقد جرحتني أخته، وقلبت كلامها، وقد علِمت عماتي وبناتهن وصديقاتي بالأمر، ولا أدري كيف سأقابل شماتة الناس؟ وماذا عساي أقول؟ هل أختلق عذرًا، أو أصمت؟ بمِ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فيا بنتي الغالية، هوِّني على نفسكِ، أسأل الله أن يربط على قلبكِ، ويعوضكِ بزوج خير منه، هذه عادة منتشرة بين كثير من النساء، أن تعرِّض بأخيها في كل مجلس به بنات، وتُعلِّق كل القلوب به، وتذكر محاسنه بشكل مبالغ فيه، فتجد ترحابًا في المجالس ودعوة من النساء، خاصة في مجتمعكم ومجالس القهوة الصباحية والمسائية، وأنت طيبة القلب، قليلة الخبرة، فوقعتِ تحت سطوتها، وبدأتِ تنسُجين خيوط المستقبل مع ذلك الوسيم الشهم الكامل، كما صوَّرته أخته.
الأمر عظيم في نفسكِ أنتِ فقط، أما مَن حولكِ كانوا يرَون الصورة واضحة، وأنتِ فقط من وقعتِ تحت تأثير أخته، عليكِ بالدعاء والاستغفار وقراءة سورة البقرة، وربنا سبحانه الكريم الرزاق بإذن الله سيرزقكِ بزوج صالح يستحق قلبكِ النقيَّ.
ثم لو نظرتِ للموضوع من جهة أخرى، فكنتِ سوف تخسرين عمتكِ لأنكِ ستحلين محل ابنتها المطلقة، ولذلك فقد حسب للأمر حسابًا بأن يبتعد عن عائلة طليقته كلها؛ منعًا للقال والقيل، وليس لعيب فيكِ فهو من الأساس لا يعرفكِ.
لا تجعلي الشيطان يحزنكِ، فالحزن يأخذ بمجامع النفس، ويقودها للشر والضعف، وسيطرة التوتر عليها؛ وتذكري قول رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجفَّتِ الصحف))؛ [رواه الترمذي].
ثقي يا بنيتي في ربكِ؛ فمنعُهُ خير وعطاؤه خير، لا تتصوري أنه حرمكِ، بل والله لقد أنقذكِ من مصير مجهول، وسوف يعوضكِ خيرًا بإذن الله.
تجاهلي الموضوع تمامًا، ولا تتحدثي فيه إطلاقًا، ومن يسألكِ رُدِّي بردٍّ واحد، نسأل الله له ولنا الخير، واشغلي نفسكِ عن التفكير فيه وربنا يصلح أحوالكِ.