كيد من أبي وأمي

منذ 1 سنة 339

كيد من أبي وأمي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/12/2022 ميلادي - 13/5/1444 هجري

الزيارات: 34



السؤال:

الملخص:

رجل بارٌّ بوالديه، كان قد وكَّل أباه توكيلًا عامًّا منذ زمن، فكتب الأب منزله الذي يسكنه زوجته وأولاده باسمه، وطرد منه زوجته وأولاده؛ بإيعازٍ من أخيه وزوجته اللذين يحقدان عليه، فرفع شكوى للجهات المختصة بعد محاولات مضنية، ويسأل: هل هذا عقوق؟

التفاصيل:

عشت حياتي بارًّا بوالدي، حتى إني كنت لا أنام حتى أمسح حذاءه، ولكن غَيرة أخي وزوجته مني وكيدهما لي كانا سببًا في الوقيعة بيني وبين والدي، وعندي يقين أن زوجة أخي تقوم بأعمال سحر وشعوذة، حتى استطاعت الإيقاع بيني وبين والدي؛ لأني شاهدت ذات مرة سحرًا وشعوذة تصنعه لي في منزلي، وكلت أبي توكيلًا عامًّا منذ مدة طويلة، وقد نسيتها، وفي أثناء سفري خارج بلدي، وزوجتي وأولادي يقيمون في منزلي، كتب أبي بموجب الوكالة العامة منزلي باسمه، وطلب من زوجتي وأولادي مغادرة المنزل، حاولت بشتى الوسائل أن أقنع أبي أن يعود عن قراره، لم أستطِعْ، حاولت كثيرًا وترجَّيتُه بشتى الوسائل، لكن دون جدوى، كان يطردني، فأعود، مرارًا ومرارًا، حتى تعبت ولم يعد عندي حيلة، ولم يعد هناك طريقة للتواصل مع أبي وأمي، حتى وصلنا للقطيعة الكاملة، وتحولت حياتي وحياة عائلتي إلى جحيم، وليس عندي قدرة أن أنتقل بعائلتي لمنزل آخر، وبعد أن تعبت من محاولاتي، رفعت شكوى قانونية لاسترداد منزلي، سؤالي: هل أنا عاق لوالديَّ؟ أفتونا مأجورين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمشكلتك مؤلمة جدًّا، وهي - إن صدقتَ في كل ما ذكرته - من الظلم العظيم الذي يُخشى على الواقع فيه من العواقب السيئة المظلمة في الدنيا والآخرة، ولكن السؤال المهم: ما علاج مشكلتك؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: لا شك أن أعظم علاج هو الدعاء، لا سيما دعاء المظلوم؛ فالله سبحانه قال: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر خبرًا صادقًا؛ ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: ((واتَّقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)).

ثانيًا: أكْثِر من الاستغفار؛ فهو علاج عظيم جدًّا للمصائب، ولأنك ربما ابتُليت بسبب ذنوبك وأنت لا تشعر؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

ثالثًا: أكْثِرْ من الاسترجاع؛ فهو بلسم فائق الأثر، ومُطيِّب للقلب، وسبب قوي لتفريج الكرب: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

رابعًا: ارقِ نفسك بالرقية الشرعية بنفسك، وإن احتجت لمن يرقيك، فاذهب لراقٍ ثقة غير مشعوذ؛ لأنه سبحانه جعل القرآن شفاء؛ قال سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

وكذلك والدك قد يحتاج للرقية.

خامسًا: إن استطعت معرفة مكان السحر بالطرق الشرعية، فيستخرج ويبطل.

سادسًا: يجب نصح الأخ وزوجته من عقلاء العائلتين وتخويفهما بالله، ومن سوء عاقبة الظلم في الدنيا والآخرة.

سابعًا: من الآن حافظوا - أنت وزوجتك وأبناؤك - على أسباب الوقاية من السحر والحسد؛ ومنها:

١- المحافظة على الواجبات الشرعية، خاصة الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وصلة الأرحام.

٢- المحافظة على تلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل، والخروج منه.

ثامنًا: أما الإجابة على سؤالك، فأقول من يُطالب بحقه ليس عاقًّا ولاظالمًا، ولكن حبذا مُناصحة الوالد من عقلاء عائلتكم قبل الرفع للمحاكم، لعله أن يتراجع ولا تحتاجون للمرافعات، وعليكم بأهم شيء؛ وهو الدعاء له بالهداية والبعد عن الظلم.

فرَّج الله كربتكم، وصرف عنكم شر من به شرٌّ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.