زوجي أعطى شقتي لأهله

منذ 6 ساعة 12

زوجي أعطى شقتي لأهله


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/12/2024 ميلادي - 17/6/1446 هجري

الزيارات: 34


السؤال:

الملخص:

امرأة تزوجت من رجلٍ مسافر بالخارج، وقد اشترطت عليه أن يكون لها شقة مستقلة في مصر، وبعد الزواج، أعطى الشقة التي وعدها بها لأهله؛ لظرف مروا به، وكلما كلمته في الأمر، يماطل، ويخبرها أن ذلك وضع مؤقت، وهي مستاءة من نزولها كل مرة عند أهلها، وتسأل: هل تمتنع عن السفر إليه حتى تستوفي حقها منه؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

تمت خِطبتي لشابٍّ مسافر بالخارج، وكان الاتفاق أن تكون لي شقة خاصة بمصرَ، ثم إنه حدث ظرف عند أهله، وانتقلوا إلى شقتي قبل أن آخُذَ مفاتيحها أصلًا، ودون علمي أو علم وليي، مع العلم أن لديهم شقة أخرى غير التي كانوا بها من قبل، وكان ذلك بعد العقد وقبل سفري عروسًا لزوجي، تفهَّمْنا الظرف على أن يكون "وضعًا مؤقتًا يستمر شهرين أو ثلاثة على الأكثر"؛ كما قال زوجي، وسافرت، مرَّ ما يزيد على سنتين ونصف، نزلت فيها مصرَ مرتين في بيت أهلي، وبقِيَ الوضع على ما هو عليه، وكلما تحدثت مع زوجي، يخبرني أنه يريد أن يكون لي مكان خاصٌّ بي، لكن على أرض الواقع شقتي غير متاحة لي، وفي أثناء هاتين السنتين ذهبت أخته وزوجها لشقتهم الأخرى لظرف آخر عندها، وعندما تحدثت معه في الموضوع قبل نزولي آخر مرة، قال لي: أننا "سنشتري شقة أخرى"، وسأنزل هذه المرة أيضًا عند أهلي، وفي المرة القادمة نرى إن غادرت أخته الشقة، فسوف آخذُها، وإن لم تغادر، فسوف يشتري لي شقة أخرى، تكلم وليي معه، فكانت ردوده نفسها، وأننا أمام أمرٍ واقع، إلى أن انتهى النقاش أنْ طَلَبَ إمهاله حتى تنهي أخته الصغيرة ثانويتها، وينقلوا إلى شقتهم الأخرى بعدها وآخذ شقتي، فما حكم ما فعله زوجي وأهله وعدم احترامهم الكلمة التي أعطَوها لوليي؟ وهل لوليي أن يعلِّق سفري حتى أستوفيَ حقِّي (السكنى)؟ أخشى أن يكون زوجي يُريح أهله على حسابي، حتى وإن كانوا على خطأ.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأشكركِ - يا ابنتي - على تواصلك مع قسم الاستشارات الزوجية بموقع الألوكة، وأسأل الله أن يعيننا على تقديم ما ينفعكِ.

بداية ذكرتِ أن من شروط عقد الزواج الحصول على شقة مستقلة خاصة بكِ، وقد وافق الزوج وجهزها لكِ قبل السفر خارج مصر، لكن بسبب ظروف مرت بأهله تم السكن فيها، وهنا لكِ الحق في اتخاذ ما ترينه مناسبا لكِ تجاهه، لأنه أخلَّ بشرط الزواج، لكني أنصحكِ بما يلي:

قبل اتخاذ أي قرار، أريد أن أسألكِ عن زوجكِ، وأنتِ قد عشتِ معه أكثر من سنتين:

ما رأيكِ في أخلاقه معكِ؟

ما رأيكِ في تديُّنِهِ وقُرْبِهِ من الله؟

هل هو بخيل في إنفاقه عليكِ؟

هل هو صادق معكِ؟

هل تأمنين على نفسكِ معه؟

هل تُحبِّينه وتريدين أن تكملي حياتكِ معه؟

هل مرت عليكما مشاكل كبيرة جدًّا، فكرتِ فيها أكثر من مرة بالانفصال؟

يا ابنتي، إن كان زوجكِ رجلًا فاضلًا وكريمًا في أخلاقه ونفقته، فلا تخسري زوجكِ بسبب مشكلة يمكن علاجها في المستقبل.

أما إذا كان الرجل عكس ذلك، فهل استعادة الشقة أو شراء غيرها سيُغيِّر من أخلاقه معكِ؟ وهل سيُشعركِ بالأمان النفسي؟

تذكَّري أن معظم السنة أنتِ تعيشين خارج البلاد، ولا ترجعين إلا شهرًا في السنة، وقد تأتي عليكِ بعض السنوات لا تستطيعين السفر إلى بلدكِ، إذًا ما الحاجة للشقة، وهي مغلقة أصلًا طوال السنة؟

يا ابنتي، إن كان في قلبكِ شيء على أسرته لأي سبب كان، حاولي أن تعالجي هذه المشكلات؛ حتى لا تخسريهم أو يتعمدوا مضايقتكِ.

إذا كان الزوج قد وعدكِ بشراء شقة أخرى، فليس له داعٍ أن تكبُر المشكلة، ولا تنسَي أن الشقة مسجلة باسمه وهو مالكها، والخير الذي هو فيه الآن ببركة أسرته، فهم من أنفق عليه منذ كان صغيرًا، حتى أصبح موظفًا، ويملك هذه الأموال.

أما إذا كانت الشقة مسجلة باسمكِ، وتخافين على أثاثها، وأن تخرب عليكِ بسبب استعمالها، فمن الممكن بالحوار الهادئ مع الزوج الاتفاقُ على آلية معينة؛ كتحديد مدة معينة، أو الصيانة الدورية، أو شراء شقة بديل منها.

لا تعتقدي - يا ابنتي - أنه سيقدمكِ على أسرته مهما كان، إلا إذا كان عاقًّا ولا يخاف الله، وتذكَّري أنكِ ستكونين أُمًّا في المستقبل، ولا تريدين أن يفعل أولادكِ بكِ أي سوء أو عقوق، فالأيام دُوَلٌ.

الأصل أن تُعينيه على بِرِّ والديه وأسرته، خاصة أنكِ غير محتاجة للشقة؛ لأنكِ تعيشين خارج البلاد، وهم في حاجة لها.

يا ابنتي، الحياة طويلة، ولا تخلو من المشاكل، سواء مع الزوج أو أسرته، أو بسبب الغربة، أو أسرتكِ، أو غيرها، فلا تفتحي لنفسكِ عدة جبهات؛ فإن هذا سيتعبكِ ويشغلكِ عن تحقيق أهدافكِ، وعن بناء أسرتكِ، فكري دائمًا في نفسكِ وتطوير ذاتكِ، وفي قربكِ من الله، وفكِّري في بيتكِ وزوجكِ ومستقبلكِ، واجعلي هذا الشهر الذي تكونين فيه عند أسرتكِ مرحلة لتغيير الروتين اليومي؛ ولذا ابتهجي وافرحي بقدومكِ لأسرتكِ، صِلِي أرحامكِ، واجلسي مع أحبابكِ، واجعليها متعة لكِ ولزوجكِ.

لا تجعلي هذا الشهر وكأنه غُمَّةٌ على قلبكِ، تسافرين وأنتِ تفكرين في مشاكله، تذكري أنكِ مسافرة لاستمتاعكِ وليس لتعاستكِ.

أسأل الله العظيم أن يؤلِّف بين قلوبكما، وأن يرزقكما ذرية صالحة، وأن يصرف عنكما كل شر، وصلى الله على سيدنا محمد.