زواجي معطل

منذ 2 أيام 16

زواجي معطل


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/2/2025 ميلادي - 3/8/1446 هجري

الزيارات: 114


السؤال:

الملخص:

شابة تذكر أن لا أحد يتقدم إليها، وتراودها أحلام مزعجة عن الجن، وقد ذكر لها راقٍ ثقة أنها مصابة بسحر التعطيل، وهي تداوم على الأذكار وقراءة القرآن، لكنَّ الحال لم تتغير، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا في التاسعة والعشرين من عمري، أحلم – كأي فتاة – بالزواج من شخص يتقي الله، وأُقيم عائلة على رضا الله، انتظرت طويلًا ولم يتقدم إليَّ الشخص المناسب، كل الذين تقدموا إليَّ يذهبون ولا يعودون، ولا يتصلون حتى؛ لأسباب لا أعرفها، ظننتها البدانة في أول الأمر، فذهبت لإخصائية التغذية، ووصلت إلى الوزن المطلوب، لكن ذلك لم يغيِّر شيئًا، ثم إن أمي ذهبت إلى بعض المشايخ وقال لها: إن لديَّ تعطيلًا في أمر الزواج، وتراودني بعض الأحلام المزعجة كأن جنيًّا عالقٌ في جسدي، وأنا أقرأ القرآن، ورأيت أيضًا أن عجوزًا تريد قتلي، ويتكرر هذا المنام كثيرًا، وقد أعطاني هذا الشيخ الماء المقروء عليه الرقية؛ كي أشربه وأغتسل به، ونصحني بأكل التمر صباحًا، وخلال هذه المدة كنت أرى في المنام أن هذه العجوز تلاحقني، وتطلب مني عدم الذهاب إلى هذا الشيخ، لكني ظللت متمسكة بالرقية، وقراءة سورة البقرة، وأذكار الصباح والمساء، وظل الأمر على هذا الحال مدة سنة، قلَّت فيها أحلام الجن التي كانت تراودني، لكن الحال كما هو؛ فلا يتقدم إليَّ أحد، فما الحل؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فما دمتِ طلبتِ النصيحة، فإني أوصيكِ بالآتي:

أولًا: أما عدم زواجكِ حتى الآن، فقد حصل بقدر سابق يعلمه الله سبحانه، ولعل فيه خيرًا عظيمًا لكِ، لو صبرتِ واحتسبتِ، واسترجعتِ، ولم تسخطي، بل أقول: لعل الخير فيه أعظم بكثير لكِ من الزواج، ولكنكِ لا تعلمين وتنظرين إلى ظواهر الأمور، ولا تفكرين في بواطنها وما فيها من خير عظيم مخفيٍّ عنكِ؛ كما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

ثانيًا: اعلمي - حفظكِ الله - أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به، والصبر واجب شرعي؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 49، 50].

ولقوله سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22].

ثم في الصبر ثواب عظيم؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

ثالثًا: ما دام الراقي الموثوق قال: إنك مبتلاة بسحر التعطيل، فعالجيه بالآتي:

1- ارقي نفسكِ بنفسكِ بالرقية الشرعية، أو يرقيكِ والداك، ولا بأس بالذهاب لراقٍ ثقة غير مشعوذ.


2- الإكثار من الأعمال الصالحة؛ من صلاة، وتلاوة، وذكر، وصدقة، وصيام، وغيرها؛ قال سبحانه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 114، 115].

3- الاستمرار في الدعاء مع قوة الثقة بالله سبحانه؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

4- ذكِّري نفسكِ دائمًا بأن الخير هو ما يختاره الله لكِ، لا ما تختارينه أنتِ لنفسكِ؛ متذكرة قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

5- ومع ما سبق، اسألي الله بصدق ويقين أن ييسر لكِ ما هو خير لكِ، وثقي أن الله سبحانه الحكيم لن ييسر لكِ أو يصرف عنكِ، إلا ما هو خير عظيم لكِ، علِمتِ به أو لم تعلمي.

6- استمري في المحافظة على العبادات وأذكار الصباح والمساء؛ ففيها خير عظيم، وصرف لشرور شياطين الجن والإنس.

حفظكِ الله، ويسر لكِ ما تعسر عليكِ، ورزقكِ الإيمان والرضا، والتسليم والصبر، والزوج الصالح، وصرف عنكِ شر من به شرٌّ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.