التوبة بعد الفضيحة

منذ 3 ساعة 12

التوبة بعد الفضيحة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/11/2024 ميلادي - 24/5/1446 هجري

الزيارات: 28


السؤال:

الملخص:

فتاة أسرفت على نفسها بالمعاصي، فُضحت بإحداها؛ فقررت التوبة، والتزمت بالطاعات، ومنذ ذلك الحين والضيق يلازمها؛ فهي تشعر أن توبتها غير صحيحة؛ لأنها تابت طلبًا للستر، ومن ثَمَّ فهي تعبد الله على حرف، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة كنت مسرفة على نفسي بالذنوب والمعاصي، سترني ربي كثيرًا، حتى جاء يوم كشف ستره عني؛ فقررت ألَّا أعمل بالمعاصي، وأن أتوب إلى الله، وفعلًا حافظت على الفروض، والتزمت بالنوافل، لكنَّ ثمة ضيقًا ووساوسَ لا تتركني؛ وهي أنني تُبت إلى الله خوفًا من الفضيحة، وطلبًا لمصلحة؛ ألا وهي الستر، ومن ثَمَّ فإن توبتي غير صحيحة، وأنا من الذين يعبدون الله على حرفٍ، أيام معصيتي لم أكن في ضيق، والآن بعد التزامي بالطاعة صار الضيق ملازمًا لي، وأخشى ما أخشاه أن أصل لمرحلة تستدعي طبيبًا نفسيًّا، لا أحد يعلم ما أنا فيه من صراعات، ولا أستطيع أن أبوح لأحد؛ لسوء أفعالي، وأنا على هذه الحال منذ سنة تقريبًا، فماذا أفعل؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله الذي رزقكِ التوبة، وخلَّصكِ من شؤم المعصية وأنار قلبكِ، فهذه نعمة يجب أن تحمدي الله عليها، وتحافظي عليها من خلال التزود بالعلم النافع والعمل الصالح، وما تشتكينه من وسواس هو أمر طبيعي ومتوقَّع؛ إذ إن الشيطان إنما يتسلط على من يعمل الصالحات ليصرفه عنها.

والتوبة أيًّا كانت أسبابها هي توبة طالما نواها الإنسان، وغيَّر بموجبها ماضيه، وجاهد للتخلص من أخطائه السابقة، وعليه فكلما ضعُف فلا بد أن يجددها مرة بعد أخرى، وهذا ما نحتاجه جميعنا دون استثناء.

وضغط الوساوس التي تعانين منها الآن هي من نواتج التوبة، وهي نوع من الامتحان على الثبات عليها؛ فاحرصي على عدم الالتفات لتلك الأفكار والوساوس، وأكْثِري من عمل الصالحات، واعلمي أن ما تعانين منه هو صريح الإيمان، وهو مما يجده كل تائب، وقد اشتكى من ذلك الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: ((فقد جاءه ناس من الصحابة فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا الشيء يعظُم أن نتكلم به - ما نحب أن لنا الدنيا وأنَّا تكلمنا بها - فقال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان)).

وخير ما يفعله الإنسان تجاه الوساوس هو عدم الالتفات إليها والانصراف عنها، والانشغال بأنشطة يومية عملية لتصرف فِكْرَه عنها.

وتجنَّبي قدر الإمكان السهر والوحدة والفراغ؛ لأنها تزيد من شدة تلك الأفكار عليكِ.

ونحن مع انتظار دخول شهر رمضان علينا وهو من أهم مواسم الخيرات التي تساعد المؤمن على زيادة إيمانه، وتخلصه من تلك الأفكار المحبطة والمؤذية، لا سيما مع مشاركة كل من حولكِ في الحرص على النوافل والطاعات، وعمل الصالحات، وقراءة القرآن، فاستثمري ذلك بالشكل المناسب.

وعليكِ بالدعاء المستمر، والمحافظة على الأذكار، والإكثار من النوافل، مع الصبر على ضغطها في البداية؛ لأنها ستخِفُّ عنكِ بعد أن تهمليها.

وتذكري أن معظم الشباب مرُّوا بما تمُرِّين به، فإن هذا مما يخفف عنكِ من ضغطها.