♦ الملخص:
امرأة متزوجة وقعت لها حوادث تحرش في صغرها؛ فولَّدت داخلها خوفٌ من العلاقة الجنسية، لازمها حتى بعد زواجها، وهي الآن تخشى على أطفالها، وتريد البوح بالأمر للمقربين منها، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا امرأة متزوجة، شخصيتي محبوبة وهادئة، أكرهُ علاقتي بزوجي، وأتهرب منها؛ إذ لديَّ خجل شديد داخلي، وأتوتر إذا سمعت شيئًا عن العلاقة الجنسية، وأسباب هذا الأمر تعود لِما كان في صغري؛ فقد كان بعض الأطفال يتحرش بي، ويفعل معي ما يفعل الرجل بزوجته، وتكرر هذا الأمر، ما أوقع في قلبي خوفًا من العلاقة الزوجية، كبِر معي، واستمرَّ بعد الزواج، وما زالت ذكرياته عالقة في خيالي، حتى إنني عُرِّضت للتحرش من النساء، منهن زوجة أخي زوجي؛ إذ كانت تقول لي: دعيني أدخل معكِ الحمام، وتحاول احتضاني، وتخلع ثيابها وأنا أهرُب منها كالطفلة، وأغضُّ بصري، كرهت نفسي وضعفَ شخصيتي، أخشى كثيرًا على أطفالي، ولا أدري كيف أتخلص مما أنا فيه من غير أن أبوح لأحدٍ، فقد تأتيني رغبةٌ في البوح لمن أُحبُّهم وأشعر بحبهم لي، فبِمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختنا الفاضلة، ونرحِّب بكِ في شبكة الألوكة، ونشكر لكِ انضمامكِ لها، داعينَ الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ؛ أما بعد:
فنشعر بمشكلتكِ ونقدِّر حجم الألم الذي عِشْتِه في طفولتكِ وبعد زواجكِ، ولكن أنتِ الآن امرأة متزوجة، وعندكِ أطفال، وما حصل في الماضي لم يكن لكِ يدٌ فيه، فلا تستمرِّي في جلد نفسكِ.
أنت الآن أمٌّ صالحة، وعندكِ زوج حبيب يحميكِ، فلا تسمحي لأي مخلوق أن يتحرش بكِ، ولو بنظرة، أو كلمة.
إليكِ الاقتراحات الآتية:
1- الحرص على الصلاة والعبادات؛ فهما درع الإنسان الواقي، وحصنه الحصين؛ ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احفَظِ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك))، ومن الحفظ القيامُ في الفرائض، والامتناع عن المحرَّمات، إنها وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى، ويلتزم بأوامره، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه، ويمنع جوارحه من استخدامها في غيرِ ما خُلِقت له، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل.
2- الحرص على قراءة الأذكار صباحًا ومساءً، وأن تجعلي لكِ وِرْدًا يوميًّا من القرآن الكريم.
3- الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم؛ لتكوني مع سيدات صالحات مصلحات بإذن الله.
4- محاولة تقليل العلاقة مع أي امرأة غير مستقيمة وسيئة الأخلاق كزوجة أخي زوجكِ.
5- زوجكِ لا ذنب له فيما حصل لكِ في الماضي، عليكِ منحه المزيد من الحب والاهتمام؛ فالجنس علاقة طيبة في ظلِّ زوجٍ حبيبٍ صالح قريب.
6- استثمار وقتكِ في القراءة والاطلاع، أو الدراسة من جديد؛ حتى لا يتبقى لديكِ وقت تفكرين فيه بترسبات الماضي.
7- علِّمي أطفالكِ كيف يحمون أجسادهم منذ الصغر بتدريبهم على إغلاق الباب أثناء خلع الملابس، وأن أماكن العورة خاصة لا يجوز لأحدٍ رؤيتها أو لمسها، إلا "ماما" عندما تنظف الطفل، والطبيب إذا راجعه طفلٌ مريض.
8- انتبهي للأجهزة والألعاب أن تقع بعين أطفالكِ، فيطَّلعون فيها على صور أو فيديوهات خادشة للحياء والخُلُقِ.
9- عليكِ بكتمان ما حصل لكِ في الماضي، ولا تفضفضي فيه لأحدٍ؛ لأن هذه الفضفضة لن تنفعكِ، ولكن تعلمي من أخطائكِ أن تحمي نفسكِ وتحمي أطفالكِ.
10- أنتِ الآن امرأة ناضجة، يمكنكِ صدُّ أي متحرش بنظرة أو كلمة أو سلوك، والدفاع عن نفسكِ، وتدريب أولادكِ ليدافعوا عن أنفسهم ممن يقترب منهم بلمسة سيئة، أو نظرة مشينة.
11- الحرص على الحجاب المحتشم الساتر الفضفاض أمام الرجال، والحرص على اللباس الساتر الذي لا يُظهِر العورة أو الأفخاذ والصدر والظهر أمام النساء في الحفلات والزيارات، وأمام الرجال المحارم؛ منعًا لإثارة الفتنة والغرائز عند أشخاص لا يخافون الله.
وفقكِ الله، وملأ وقتكِ وقلبكِ بالطاعات.