استيعابي الدراسي بطيء

منذ 1 سنة 352

استيعابي الدراسي بطيء


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/11/2022 ميلادي - 2/5/1444 هجري

الزيارات: 21



السؤال:

الملخص:

طالب يشكو كرهه للدراسة والمذاكرة بسبب ضعف تحصيله الدراسي، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما أذاكر أجدُ صعوبة في فهم الدروس، وتحصيلي واستيعابي بطيء، وأيضًا عندما أقرأ جملة طويلة، أنسى أولها قبل أن أصل إلى آخرها، وهذا جعلني أكره المذاكرة والدراسة، ولا أرغب في التعليم، فما النصيحة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمشكلتك محصورة في ضعف ذاكرتك، وضعف الذاكرة والحفظ له أسبابٌ شرعية، وأسباب صحية.

أما الأسباب الصحية، فتتطلب الكشف الطبي عند طبيب مختص في هذه الأمور؛ لعله يصف لك أدوية تقوِّي الذاكرة والحفظ.

أما الأسباب الشرعية؛ فهي:

١- ضعف التقوى، والإكثار من المعاصي، وعدم التوبة منها؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].

٢- تشتت الذهن بسبب مشاكل عائلية أو أي مشاكل أخرى؛ لذا لا بد من إيجاد حلول لهذه المشاكل، وعلى الطالب ألَّا يحمل نفسه أكثر من طاقتها؛ فالاهتمام الزائد والتفكير المتواصل في المشاكل يُضعف التركيز والذاكرة.

٣- تشتُّت الذهن بسبب مشاهدة المقاطع الإباحية؛ ولذا فيجب على الإنسان تركها؛ خوفًا من الله سبحانه، وتعظيمًا لحرماته؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

٤- تحطيم الناس للإنسان بوصفه بالغباء، أو تحطيمه هو لنفسه بالقناعة بعدم قدرته على التحسن للأفضل، وهذا خطأ عظيم؛ فاستعن بالله سبحانه ولا تعجز، واترك عنك كلام المثبطين؛ فلن ينفعوك بشيء.

٥- كره التخصص العلمي أو المعلمين، أو حصول خطأ في اختيار تخصص لا يناسب القدرات العقلية، وفي هذه الحالة إذا لم يمكن إزالة هذا الكره، فتغير تخصصك إلى تخصص تحبه ويوافق قدراتك الذهنية.

٦- مقارنة النفس بالغير من المتفوقين، وهذا خطأ عظيم؛ فالله خلق الناس متفاوتي القدرات؛ وتأمل كثيرًا الحديث الآتي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ، وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَلَّا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ))؛ [متفقٌ عَلَيْهِ]، وهذا لفظ مسلمٍ، وفي رواية البخاري: ((إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ، فلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَل مِنْهُ)).

فنظرك دائمًا لمن تفوقوا عليك يشل قدراتك الذهنية، ويصيبك بألم الحسرة، ويحطم نفسيتك تحطيمًا كاملًا.

٧- الاستسلام للواقع المرِّ، وعدم بذل الجهد للتغيير، وهذا أيضًا غلط كبير؛ فجاهد نفسك على المذاكرة والحفظ، ولا تيأس أبدًا، وابدأ بمقاطع قصيرة، فإذا أتقنتها تنتقل لِما بعدها، وهكذا، وقديمًا قالوا: (من كبر لقمته غص بها).

٨- لعلك ركزت فقط على الأسباب المادية، ولم تلتفت للعلاجات الشرعية؛ وهي الأقوى مطلقًا؛ مثل:

أ‌- التوبة.

ب‌- الدعاء.

ج- الاستغفار.

د- الاسترجاع.

ه- الصدقة.

حفِظك الله، وشفاك، ووفَّقك لكل خير، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.