ابني المراهق يدخن

منذ 2 أيام 18

ابني المراهق يدخن


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/12/2024 ميلادي - 15/6/1446 هجري

الزيارات: 15


السؤال:

الملخص:

أبٌ يشكو ابنه المراهق الذي بدأ يُدخِّن، وينكر ذلك، ويسرق الأموال من البيت، ولم ينفع معه النصح، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

ابني في الخامسة عشرة من عمره، بدأ يُدخِّن، ولما واجهته أنْكَرَ ذلك، وهو يسرق المال من البيت، وقد أكثرت له النصائح، وبيَّنت له حُرْمة الأمر وضرره عليه، ولكنه غير مقتنع، ماذا أفعل معه؛ إذ أخشى أن يحدث له مكروه؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فأسأل الله أن يهديَ ولدكم وأولاد المسلمين أجمعين، وأن يكون وإخوته قرةَ عينٍ لكم.

صلاح الأولاد واستقامتهم هو قرةُ عينِ الآباء، وهو من النعيم الْمُعجَّل أن تنظر لولدك، فتراه على الخُلُقِ القويم، والصراط المستقيم، لكن هذه الثمرة لن تأتي دون تعب وعناء، وجِدٍّ واجتهاد، فينبغي علينا أن نصبر ونحتسب.

وتقويم الأولاد كذلك يحتاج إلى طول بال، وكثرة تكرار، والأخذ بأسباب هدايتهم، والهداية نوعان: هداية إرشاد وبيان، وهذه هي التي في أيدينا، وهداية توفيق، وهذه من الله عز وجل.

فنحن نفعل ما علينا ونقوِّم ونرشد، ونسأل الله التوفيق والسداد، ونرضى بما قدَّره الله علينا.

ومن أهم ما يُعِين على تربية الأولاد أن نعرِّفهم على الله سبحانه، ونزرع فيهم دوام المراقبة له عز وجل، وغرس هذا المعنى يكون من الصغر، وهكذا كلما يكبَرون تكبَر معهم المراقبة.

أما الضرب والصُّراخ الدائم، فقد يكون رادعًا لبعض الوقت، أما الرادع الدائم، فهو استحضار نظر الله عز وجل.

لذلك نريد أن نستبدل بهذا مصاحبة أولادنا والصبر عليهم، وإعطاءهم الوقتَ الكافيَ.

جرِّب أن تخصص وقتًا يوميًّا لابنك، ولو نصف ساعة فقط، تتدارسون فيه أسماء الله وصفاته؛ ليعرِف عن ربِّه، ويُحِبَّه، فإن عرفه وامتلأ قلبه بالله، فسيُقْبِل على صلاته وعلى كل خير، وسيتجنب كل شر، ومن الكتب البسيطة التي تساعدكم على هذا كتاب: (لأنك الله)؛ فهو مختصر وأسلوبه رائع.

اشغله بما ينفعه؛ فكما قال الحسن البصري رحمه الله: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شَغَلَتْك بالباطل".

بادِرْ له بالاشتراك في عمل تطوعي بالضوابط الشرعية، تحت إشراف أهل الخير الثقات.

اشترك له في رياضة يخرج فيها طاقته؛ علِّمه ركوب الخيل، أو السباحة، أو الرمي، أو غيرها مما يحبه ويميل له.

كذلك تخيَّر له صحبة صالحة من المسجد تُعينه على طاعة الله، أنت الآن لا تريد له الصحبة السيئة التي معه، لكن هذه هي التي أمامه، فأين البديل؟!

مع أولادنا لا بد أن نجد لهم بدائلَ، فلا يكفي فقط أن نقول: لا تفعل هذا، وهذا لا يصح، دون أن أوفر له بدائل.

أكْثِرْ له من الدعاء بالهداية ولا تَمَلَّ، صاحِبْه وترفَّق معه مهما فعل، وأثْنِ على الخير الذي فيه، وشجِّعه ليكون أفضل.

أكْثِرْ من الأعمال الصالحات؛ فهي تنفعه؛ ورد عن سعيد بن جبير أنه قال: "إني لَأزِيدُ في صلاتي من أجل ابني هذا".

وفي الختام، هذه بعض الحلول، وأسأل الله أن يعينكم على تطبيقها، وأن يفتح قلب ولدكم لكل خير، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.