ابتليت بالوساوس فماذا أصنع؟

منذ 8 ساعة 13

ابتليت بالوساوس فماذا أصنع؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/2/2025 ميلادي - 25/8/1446 هجري

الزيارات: 19


السؤال:

الملخص:

شابٌّ مُبتلى بابتلاء شديد، والشيطان يهوِّن من أمره عند الله؛ كي يقنط من رحمته، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ابتلاء في حياتي، وهذا الابتلاء شديد عليَّ؛ فأحيانًا تأتيني أفكار أن مثل هذا الابتلاء ليست بمشكلة بالنسبة إلى الله، فأريد أن أعرِف: هل هذه مجرد وساوس من الشيطان أم ماذا؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، وخاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، الذي ترك لنا ما إن تمسَّكْنَا به فلن نضِلَّ أبدًا؛ أما بعد:

فإن رسالتك يا عزيزي ليست واضحة، أنت لديك ابتلاء تستثقله نفسك، نسأل الله أن يرفع عنك ما تعاني منه، ويحيطك برحمته، ويكتب أجرك، ترى أن هذا البلاء الثقيل طال معك، أو أنك يئست من الرجاء، وهذا لا شك من وحي الشيطان يريدك أن تفقد الأمل، أو أن تكفر برحمة ربك، وأنه السميع العليم، مجيب الدعاء، رافع البلاء.

دَعْ عنك هذه الوساوسَ، ولا تمل من دعاء ربك؛ فهو السميع المجيب، يبتلي الناس على قدر إيمانهم، وأهل البلاء أقرب إلى الله سبحانه من غيرهم؛ لكثرة ما يذكرون ربهم ويناجونه، وربما أخَّر الاستجابة لهم فرحًا بما يكون بينهم وبينه سبحانه من دعاء ورجاء، وخضوع للكبير المتعالِ؛ فلا تقنَط، واستعِذْ بالله من الشيطان دائمًا، فالاستعاذة لها فضل عظيم وأثر في حياة المسلم؛ وتذكَّر قوله صلى الله عليه وسلم: ((... فو الله لا يملُّ الله حتَّى تملُّوا))؛ أي: إن ثوابك جارٍ بإذن الله ما دمتَ تدعو، والله أعلم بما يصلحك.

وأنصحك ببعض الأمور:

أقِمْ صلاتك في وقتها، وجاهد نفسك حتى تخشع؛ فهذا أساس مهم لا جدال فيه.

انظر إلى نوع البلاء الذي أصابك، وجالِس من هم واقعون تحت نفس البلاء أو من هم أشدُّ بلاءً؛ فإنَّ ذلك يعينُ على تحمُّلِ البلاءِ والصبرِ عليه.

تعايش مع قدرك، واقبله، واتْرُكِ الانتظار واستبطاء الزمن؛ فهذا نِصْفُ العلاج.

أكْثِرْ من الاستغفار والتوبة، ستجد بردًا وسلامًا في صدرك.

لا تمَلَّ الدعاء، مهما تأخرت الإجابة، ولا تعجل، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي"؛ رواه البخاري ومسلم.