تخلت عني بعد ارتكاب الحرام

منذ 1 سنة 188

تخلت عني بعد ارتكاب الحرام


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/3/2023 ميلادي - 18/8/1444 هجري

الزيارات: 28



السؤال:

الملخص:

شاب دخل في علاقة محرمة مع فتاة، وخطبها، لكنها تركته، وهو يعيش صراعًا داخليًّا وما زال معلقًا بها، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا شاب نشـأت بيني وبين فتاة علاقة، ووقعنا في خَلوتنا في محرمات، لكن دون الزنا، وخطبتها، وبعد مرور عامٍ تخلت عني لأسباب واهية، وأنا الآن أعيش صراعًا داخليًّا من تأنيب الضمير، لم أكن أعلم أنها تتسلى بي، فقد أجادت في التمثيل وإظهار الحب والتعلق والأخلاق، ولو كنت أعلمُ ما بقيتُ معها لحظةً، مرت ستة أشهر، لا أستطيع تحمل نفسي؛ إذ كيف أغضب الخالق إرضاءً لشهوتي؟ وما أزال معلقًا بها، وأرجو لو تعود لنصحِّح الخطأ عن طريق الزواج، فبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيبدو من ملامح مشكلتك الآتي:

١- أحبَّ بعضكما بعضًا حبًّا عاطفيًّا شهوانيًّا عابرًا تسليةً، وليس أبدًا حبًّا حقيقيًّا؛ بدليلين هما:

الأول: ما وقعتما فيه من محاذيرَ شرعية ومعاصٍ ممقوتة، وهي في الغالب تسبب نفرة بين الخطيبين، وتُشكك كل منهما أو أحدهما في الآخر، ومن ثَمَّ التنافر وعدم الزواج، وهذه من الآثار السيئة لاقتراف الآثام.

الثاني: سرعة تخلِّيها عنك، إما لأنها كانت تتسلى بك، ثم أدركت خطورة ما حصل منها، أو لأنها شكت فيك، وفي صدقك.

٢- والعجيب جدًّا هنا هو تعلُّقك الشديد بها، أين دينك ورجولتك وكرامتك؟ تتعلق بامرأة تخلت عن حيائها، وضرَبت بدينها وعرضها الحائط، وزيادة على ذلك هجرتك!؟

٣- قد تكون أدركت حجم أخطائها معك، فأرادت التوبة والتكفير عما سبق، وأيضًا وجدتك غير صالحٍ لها، ولا لتربية أولادها، ولا مأمون الجانب من خيانتها مع فتاة أخرى.

٤- تمنِّيك عودتها لك في غير محله، وهو تعلُّق بالسراب الخادع، ثم بعد هذا التشخيص المختصر أقول ومن الله التوفيق:

أولًا: ما دام أنك الآن علمتَ أن ما حصل بينكما معاصٍ وظلمات بعضها فوق بعض، فيجب عليك الإكثار من التوبة والاستغفار، والإكثار من الحسنات الماحية للذنوب.

ثانيًا: ما دمت تأكدتَ الآن أن علاقتكما السابقة علاقة عبث شهواني، ومغامرات مراهقة، فكن رجلًا حازمًا، وانسَ هذه الفتاة نهائيًّا، واكرَهها، وأعظمُ من ذلك احْمَد ربَّك سبحانه على نعمة صرفها عنك، واسجُد شكرًا لله سبحانه.

ثالثًا: نصيحة من القلب لك طريقتك السابقة في البحث عن فارسة أحلامك، والعبث الشيطاني الذي وقعتما فيه طريقة خاطئة جملة وتفصيلًا، وظلمات مدلهمة، فلا تكرر طريق الظلام ثانية: ((لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين)).

رابعًا: ابحث عن بنت مستورة حَيِّية في بيت أهلها عن طريق أهلك، وهذه وأمثالها هن اللاتي يوثق بهن وبمستقبل الحياة السعيدة معهنَّ.

خامسًا: لعلك غرَّك جمال البنت ((وما هكذا تُورد الإبل يا سعد))، فرُبَّ جميلة تأخذ بلباب الشاب وهي غير سوية أو مغموسة دينًا وخلقًا وعفافًا، تأمل في الحديث المتفق عليه واعمل به، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).

سادسًا: اعلم - وفَّقك الله - أن أية علاقة بين رجل وامرأة تبتدئ بالمعاصي مصيرها في الغالب الفشل والشك؛ لأن نعم الله لا تُستجلب بالمعاصي، وإنما بالتقوى، بل المعاصي سبب لمحق البركات والعقوبات العاجلة والآجلة؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

وقال عز وجل: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

سابعًا: أنصحك بطيِّ صفحتها نهائيًّا غير مأسوف عليها أبدًا، وبالبدء فورًا بالبحث عن زوجة عفيفة أديبة، لم يُدنَّس عرضُها بدنس دانس، فوضعك خاصة بعد ما حصل من آفات لا يسمح لك بالبقاء بدون زواج لخطورة ذلك عليك.

ثامنًا: استخر الله كثيرًا، واسأل عن أخلاق الزوجة وعن أخلاق أمها.

حفِظك الله، ورزَقك زوجة صالحة تسعدك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.