طلاق بسبب سوء المعاملة

منذ 6 أشهر 172

طلاق بسبب سوء المعاملة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2024 ميلادي - 10/11/1445 هجري

الزيارات: 32


السؤال:

الملخص:

رجل خمسيني أصابه ضعف جنسي بسبب تضخم البروستاتا، فجعلت زوجته تختلق معه المشاكل، وامتنعت من فراشه، حتى بعد علاجه، ولا سيما أنها قد اكتشفت بحثه عن زوجة أخرى، وهي مصرة على الطلاق، ويسأل: هل يمسكها خوفًا على أولاده، أو يطلقها؟

التفاصيل:

بسم الله الرحمن الرحيم، تزوجت عن حبٍّ بزميلتي في الجامعة، وعشنا معًا في السراء والضراء، وبعد مُضِيِّ العمر، وبعد أن أصبح لنا أبناء، وبعد أن أصبحت في الخامسة والخمسين، شعرت ذات يوم أن العلاقة الحميمية لا تتم بشكل صحيح، ولم أعرف السبب، وبعد الكشف الطبي تبيَّن أن المشكلة تضخُّم البروستاتا، وأصبحت زوجتي تبتعد عني، وتختلق المشاكل؛ مما زادنا بعدًا، وقد سبَّب لي موقفُها هذا تفكيرًا في الزواج مرة أخرى، فحاولت الاتصال بمواقع الزواج الإسلامي، وبعد أيام اكتشفت زوجتي هذا الموضوع في الإنترنت؛ حيث وجدتْ صورتي في مواقع الزواج؛ مما زاد الطين بلة، ومع هذا تراجعت عن قراري؛ خوفًا على بناتي وضياع الأسرة، لكن زوجتي ظلت بعيدة عني، حتى بعد علاجي؛ حيث إنني لم أمارس العلاقة الحميمة منذ سنة 2015 إلى اليوم 21/12/2022 م، حاولت بكل جهدي إرجاع علاقتي بزوجتي، ولكنها مصرة على الفراق، واعتبرت بحثي عن زوجة أخرى في المواقع خيانة، مع العلم أنني حاولت مئات المرات معها، وقلت لها: أنتِ تركتِني وأهملتِني، وهذا سبب وجيه كي أبحث عن زوجة، وأخبرتها أني عدلت عن الأمر، والحمد لله عادت صحتي كما كانت، ولكن دون جدوى، ودائمًا تفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، وتطلب الطلاق بأعلى صوتها، أمام الأولاد، طوال هذه السنوات السبع جميع مصالحي داخل البيت أقوم بها وحدي، وننام منفصلَيْنِ، أنا في حيرة من أمري: هل أطلقها وأضيع بناتي وأولادي، وأرضي نفسي أو لا؟

أنا لا أطعن في زوجتي من ناحية أخلاقها أو دينها، ولكن معاملتها سيئة جدًّا، أولادي خريجو جامعات، وأنا بشر وأريد أن أستريح فيما بقي من عمري، وأشهد الله أني لم أكذب بكلمة في هذا الموضوع.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيبدو من ملامح مشكلتك الأمور الآتية:

الأمر الأول: يبدو أنه ليس مشكلتك الأساسية الضعف الجنسي السابق، ولا اكتشاف زوجتك رغبتك في الزواج من الثانية، إذًا ما السبب الرئيس؟

الجواب: يبدو أن هناك أمورًا متراكمة منذ سنوات، تساهلت في معالجتها، فجاءت الأحداث الأخيرة فزادت الطين بلةً، فانفجر الوعاء المكتوم عند زوجتك، وهذا قد ثبت في حالات كثيرة ممن يحصل بينهم الطلاق بعد سنوات مديدة؛ أي التراكمات، هذا الذي يظهر لي، والله أعلم، وأنت أدرى بنفسك، إذًا ما الحل؟

أقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: لا بد أن تفتش عن الأسباب الحقيقية المتراكمة منذ سنوات، وتعمل على التخلص منها.

ثانيًا: زوجتك لا يجوز لها شرعًا الامتناع عن الفراش، وليس لديها مسوغ شرعي في عملها هذا، وهي آثمة لحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا، لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ].

ثالثًا: عليك نصحها مرارًا، وتوسيط عقلاء من عائلتيكما للإصلاح بينكما، فإنْ بعد ذلك كله أصرت على طلب الطلاق، فلعلك لا تستعجل فيه وتتزوج ثانية؛ لأن الاستعفاف مطلب شرعي لك، ولأنه قد يتغير رأيها بعدما ترى الجِد منك.

رابعًا: وعليك بأسباب شرعية مهمة جدًّا، بل هي أعظم الأسباب لكشف الكربات؛ وهي:

الدعاء لك ولها.

الاستغفار.

الاسترجاع.

الصدقة.

خامسًا: فإنْ بعد كل هذه الجهود استمرت على عنادها، فليس أمامك إلا الاستخارة في إعطائها طلقة واحدة فقط، لعلها خلال مدة العدة تغار من الزوجة الثانية، وتراجع أمرها، وتثوب إلى رشدها.

حفِظك الله، ودلك على أرشد أمرك، وأعاذ زوجتك من شرور شياطين الإنس والجن.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.