زوجي يشك بي وأنا بريئة

منذ 6 أشهر 134

زوجي يشك بي وأنا بريئة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2024 ميلادي - 12/11/1445 هجري

الزيارات: 19


السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة، تشكو زوجها الذي راوده شكٌّ في أنها على علاقة بزميل لها في العمل، وأكَّد ذلك الشك شيخٌ زعم له أنها مسحورة، وتطور الأمر وعلِم أهلها وأهله، ووقفوا معها؛ لأنه لا دليل على هذه التهمة، لكن زوجها مُصِرٌّ على هذا الاتهام، وقد أعطته ستة أشهر ليفكِّر في مصير علاقتهما، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ خمس عشرة سنة، كانت هادئة ومليئة بالتفاهم والحب والاحترام، لكنَّ الأمر لم يستمر على ما هو عليه؛ فقد بدأت المشاكل مع زوجي منذ عام 2021؛ حيث طلب أخو زوجي أن يبيت هو وزوجته في منزلنا لمدة خمسة أيام، وبعد أن تمَّ لهما ذلك، فوجئنا باقتحامهما غرفة النوم، واغتصاب ما فيها، وبعد هذه الحادثة بنحو ستة أشهر ظهرت المشاكل، وازدادت بعد تكليفي برئاسة قسم في الكلية التي أعمل فيها؛ فقد أصبح كثيرَ التذمُّر من عملي، ولما حاولت أن أفهم منه سبب هذا التذمر، اعترف لي بأنه يشكُّ في أني على علاقة بشخص في الكلية، وأنه قد زار شيخًا، أخبره أنني أخونه، وأنني أفعل ذلك دون وعيٍ مني؛ لأنني مسحورة، وقد وصل به الشك إلى سؤالي عن غسل ملابسي بعد عودتي من الكلية؛ ظنًّا منه أنني على جنابة؛ الأمر الذي اضطرني لإبلاغ أهلي وأهله، ومع وقوفهم معي، فقد ظلَّ مصرًّا على اتهامه لي، وبدأ يهجرني شيئًا فشيئًا، ومع ذلك فأنا ما زلت أحبه وأحب صفاته قبل أن يتغير هذا التغير المفاجئ، وأخشى على أسرتي من الضياع، وأحاول إيجاد المبررات لما يعانيه؛ لأصبر على هذا الحال، لكني أحيانًا ينفد صبري، وأفكِّر في طلب الطلاق، وقد أعطيته ستة أشهر ليعيد النظر في اتهامه لي، ولتحديد مصير عائلتنا؛ لأنني لم أعُد قادرة على التحمُّل، فبمَ تنصحونني؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فحياكم الله أختي، أسأل الله أن يصلح بينكِ وبين زوجكِ.

أعلم جيدًا ما أنتِ فيه من ضيق وألمٍ، لا سيما أن حياتكما كانت هادئة، ويسودها الحب والمودة.

لذلك لا بد من الصبر، وتذكُّر هذه الأمور الطيبة، وأن تكون نُصبَ عينيكِ، وألَّا تعطي للشيطان فرصة أن يزيد الفجوة بينكما، فلا شيء أحب إليه من التفريق بين الزوجين.

وإن كان الزوج أخطأ - وهو بالفعل كذلك - فالحمد لله أن الأهل معكِ، فعليهم دور كبير في تذكيره بالله؛ لأن اتهاماته خطيرة، وهي دون بَيِّنَةٍ واضحة، وأنتِ معه لسنوات طويلة، ما ظهر منكِ إلا كل خير، فلا داعي لمثل هذه الشكوك.

أما عن احتمال وجود سحر، فلا بد أن يكون هذا الأمر في الاعتبار، لا سيما أنه انتشر كثيرًا في هذه الأيام، وقد يكون هو السبب وراء ما يحدث؛ لذلك لا بد من تحصين البيت الذي تقيمون فيه، وكذلك البيت والغرفة التي تم اقتحامها من أخي زوجك.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي شفيعًا يوم القيامة لصاحبه، اقرؤوا الزَّهْراوين: البقرة وآل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَيَايتان، أو كأنهما غَمَامتان، أو كأنهما فِرْقان من طَيْرٍ صوافٍّ، يُحاجَّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة)).

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا وموقوفًا ولفظه: ((إن لكل شيء سَنَامًا، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمِع سورة البقرة تُقرَأ، خرج من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة)).

وكذلك التحصين الشخصي بالرقية الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإن أردتم الاستعانة بشيخ ثقةٍ يَرْقيكم جميعًا، مع تحرِّي أن يكون على منهج أهل السنة والجماعة، فلا بأس، ولعلها خطوة جيدة.

وأخيرًا أوصيكِ أختي بالصبر ثم الصبر، فكما قلتِ: هذا التغيير ما هو إلا تغيير مفاجئ، وإن شاء الله يكون إلى زوال، وتعود أيامكم طيبة وهادئة مرةً أخرى كما كانت، ولتعلمي أن هذه الدنيا لا تدوم على حال، فلا بد من التقلبات والتنغيص.

وهذا فيه خير كثير، فلنشكر الله على نِعَمِهِ التي اعتدناها، وكذلك لنتضرع إلى الله بالدعاء، فأكْثِري الدعاء، وتحرَّي أوقاتَ الإجابة، فكم من نائبة أبكت عيونًا، وفَطَرت قلوبًا، زالت بالدعاء، وسهام الليل لا تخطئ!

ولا تتعجلي الإجابة، وهذا أهم شيء، فلكل ابتلاء وقته، ولن يزول إلا في الوقت الذي يريده الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُستجاب لأحدكم ما لم يَعْجَل...)).

ولا تتعجلي الفُراق، وأسأل الله أن يهوِّن عليكِ، وأن يجعل كل ضيق مررتِ به في ميزان حسناتكِ، وأن يصلح بينكما في خير وعافية، عاجلًا غير آجلٍ.