يرضيني ويشبعني لكنه بعيد

منذ 4 ساعة 13

يرضيني ويشبعني لكنه بعيد


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/3/2025 ميلادي - 17/9/1446 هجري

الزيارات: 22


السؤال:

الملخص:

فتاة عرفت شابًّا عن طريق تطبيق سناب شات، هذا الشاب يُشبعها عاطفيًّا، وهي تريده بشدة، لكنه لم يفصح عن رغبته بها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

تعرفت على رجل صالح، ذكيٍّ لكنه لا يُخادع، وأنا كذلك أيضًا، نحن عاشقان، لم نلتقِ يومًا، جُلُّ كلامنا على "السناب" وهو كلام غير مباشر، هذا الرجل حرَّك عقلي كثيرًا، وهزَّ مشاعري، حتى أحببتُه روحًا وجسدًا؛ فهو يفهمني وأفهمه، ويُشبعني نفسيًّا وأُشْبعه، أريده بكل كياني، مللت مما أنا فيه؛ فهو يهرُب مني، وأنا أهرُب منه، وقد احترق قلبي ببعده عني، وأنا أحبه.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، حياكم الله أختي، أسأل الله أن يلهمكِ رشدكِ، وأن يوفقكِ لكل خير.

أقول وبالله التوفيق:

أنتِ تحتاجين أن تسألي نفسكِ: ما هي مواصفات الرجل الصالح؟ وكيف تكون تصرفات الرجل غير المخادع؟

لأنكِ وصفتِ هذا الشخص الذي أنتِ معه على علاقة محرَّمة بصفاتٍ لا تليق به، كيف لرجل صالح أن يعلِّق امرأة به، ويتكلم معها، ويتودد لها دائمًا كما ذكرتِ لمدة عامين، ولا يتقدم للزواج منها؟ هل يرضى هذا لأخته؟

أريدكِ – حبيبتي - أن تجنِّبي المشاعر الآن، وأن تفكِّري بعقلكِ حتى تتضح أمامكِ الأمور جيدًا، ما أنتِ فيه ليس إلا علاقة محرمة مع ذَكَرٍ وليس رجلًا، يريد أن يُسلِّي نفسه بالحرام، أما الرجال الصالحون، فيدخلون البيوت من أبوابها، أما هذا الذي ذكرتِ لعله مضطربٌ نفسيًّا؛ فبعد أن أوصلكِ لهذا الحال، ابتعد، والحمد لله أنه ابتعد، فلا تظني أن هذا يستطيع إسعادكِ، بل ما كان يفعله ما هو إلا عذاب لك.

وسبحان الله! كما يُقال: البدايات التي لا تُرضي الله، يتبعها نهايات لا تُرضينا.

أريدكِ – حبيبتي - أن تستغفري الله، وأن تتوبي توبةً نصوحًا، ولا تعودي لمثل هذا أبدًا، وانتظري الحلال، واتقي الله؛ والله عز وجل قال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

أعلم أن لديكِ مشاعرَ، وتريدين أن تعفي نفسكِ، والعِفَّة لا يمكن أن تتم إلا عن طريق الحلال، فالظمآن الذي يروي نفسه بالماء المالح لا يرتوي، بل يزداد ظمؤه.

احذفي أي أرقام، أو أي مواقع تواصل له، واحظريه؛ حتى لا يتواصل معكِ بعد ذلك.

اشغلي نفسكِ بما ينفعكِ في أمور دينكِ ودنياكِ، وأغلقي منافذَ الفتن بإشغال وقتكِ بالخير؛ وكما قال الحسن البصري رحمه الله: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".

سَلِي الله أن يرزقكِ صحبةً طيبة تعينكِ على طاعته، وابحثي عن نساء صالحات، والتحقي بحلقات العلم الشرعي، وأكْثِري من الدعاء.

وفقكم الله لكل خير.