وسط استنكار دولي.. عسكريون انقلابيون يعلنون الإطاحة بنظام الرئيس النيجري

منذ 1 سنة 249

أعلن عسكريّون مساء الأربعاء أنّهم أطاحوا نظام الرئيس النيجري محمد بازوم، في بيان تلاه أحدهم عبر التلفزيون الوطني في نيامي، باسم "المجلس الوطني لحماية الوطن".

وقال الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن وحوله تسعة جنود آخرين يرتدون الزيّ الرسمي: "نحن، قوّات الدفاع والأمن، المجتمعين في المجلس الوطني لحماية الوطن، قرّرنا وضع حدّ للنظام الذي تعرفونه".

وأضاف: "يأتي ذلك على أثر استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصاديّة والاجتماعيّة".

وأكّد "تمسّك" المجلس بـ"احترام كلّ الالتزامات التي تعهّدتها النيجر"، مطمئنًا أيضًا "المجتمع الوطني والدولي في ما يتعلّق باحترام السلامة الجسديّة والمعنويّة للسلطات المخلوعة وفقًا لمبادئ حقوق الإنسان".

وأشار بيان العسكريّين الانقلابيّين أيضًا إلى "تعليق كلّ المؤسّسات المنبثقة من الجمهوريّة السابعة. وسيكون الأمناء العامّون للوزارات مسؤولين عن تصريف الأعمال".

إضافة إلى ذلك، "يتمّ إغلاق الحدود البرّية والجوّية حتّى استقرار الوضع" و"يُفرَض حظر تجوّل اعتبارا من هذا اليوم، من الساعة 22,00 حتّى الساعة 05,00 (21,00 إلى 04,00 بتوقيت غرينتش) على كامل التراب حتى إشعار آخر"، حسبما جاء في البيان.

واحتَجز عناصر من الحرس الرئاسي الرئيس بازوم فيما منحهم الجيش "مهلة" لإطلاق سراحه، وكُلّفت بنين في ضوء ذلك تأدية وساطة.

وفي وقت سابق الأربعاء، فرّق عناصر الحرس الرئاسي متظاهرين مؤيّدين لبازوم حاولوا الاقتراب من المقر الرئاسي حيث يُحتجَز في نيامي، عبر إطلاق عيارات نارية تحذيرية، وفق مراسل في وكالة فرانس برس.

إدانات دولية

ودان الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) "محاولة الانقلاب"، وهو وصف للأحداث الجارية أكّده مصدر قريب من بازوم.

كذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أي محاولة لتولي الحكم بالقوة"، داعيًا إلى احترام الدستور النيجري.

ومساءً، أعلن المتحدث باسم الأمين العام أن غوتيريش "تحدّث" مع بازوم وأعربه له عن "دعمه الكامل وتضامنه"، مشددًا على أن ما يجري غير دستوري

من جهتها، طالبت الولايات المتحدة الأربعاء بإطلاق سراح رئيس النيجر. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان "ندين بشدة أي محاولة لاعتقال أو لإعاقة عمل الحكومة المنتخبة ديموقراطيا في النيجر والتي يديرها الرئيس بازوم".

ودعا وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى "الإفراج الفوري" عن رئيس النيجر. وصرّح بلينكن الذي يزور نيوزيلندا قائلًا: "تحدّثتُ مع الرئيس بازوم في وقت سابق هذا الصباح وقلت له بوضوح إنّ الولايات المتحدة تدعمه بقوّة بصفته رئيسًا للنيجر منتخبًا بشكل ديمقراطي"، مطالبًا بـ"إطلاق سراحه فورًا".

وأعلن بلينكن أنّ استمرار المساعدات التي تُقدّمها بلاده للنيجر مرهون بـ"الحفاظ على الديمقراطيّة" في الدولة الإفريقيّة.

كما صدرت إدانات عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، والجزائر المجاورة.

ودانت فرنسا "أيّ محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوّة" في النيجر، حسبما قالت وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا.

وأعلن البنك الدولي أنه "يدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة" أو "زعزعة استقرار" النيجر.

وفد إفريقي

في الأثناء، توجّه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر لتأدية وساطة، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ"إيكواس".

ومساءً، أشار مصدر مقرّب من بازوم إلى أنّ تالون لن يصل قبل الخميس إلى نيامي ليجتمع بوفد نيجيري "سبق أن أجرى محادثات مع الطرفين".

وندّدت الأحزاب المنضوية في الاتئلاف الحاكم بـ"جنون انتحاري ومناهض للجمهورية"، مؤكدة أن "بعضًا من عناصر الحرس الرئاسي احتجزوا رئيس الجمهورية وعائلته ووزير الداخلية" حمدو أدامو سولي.

وانتُخب بازوم الذي يُعدّ من بين القادة الموالين للغرب الذين يتضاءل عددهم في منطقة الساحل، عام 2021 على رأس الدولة الغارقة في الفقر والتي تعاني عدم استقرار.

وكان عناصر الحرس الرئاسي أغلقوا صباح الأربعاء كل مداخل مقرّ إقامة الرئيس ومكاتبه. وبعد انهيار المحادثات "رفضوا الإفراج عن الرئيس"، وفق مصدر في الرئاسة.

وأضاف المصدر طالبًا عدم كشف هويته أن "الجيش منحهم مهلة".

وقالت الرئاسة في رسالة عبر تويتر الذي تغيّر اسمه إلى "إكس"، "انتابت لحظة غضب عناصر من الحرس الرئاسي.. وحاولوا بلا نجاح كسب دعم القوات المسلحة الوطنية والحرس الوطني".

وأضافت أن "الجيش والحرس الوطني على استعداد لمهاجمة عناصر الحرس الرئاسي المتورطين في لحظة الغضب هذه ما لم يعودوا إلى صوابهم".