“وزير آلي” في اليابان.. يشبه المسؤول عن التحول الرقمي في البلاد، وهذه وظيفته

منذ 1 سنة 218

تواصل اليابان إدهاش العالم باختراعاتها غير المسبوقة، بعد أن صمم باحثون إنساناً آلياً يحمل هيئة تارو كونو، وزير التحول الرقمي، وهو يشبهه بدرجة مدهشة حتى في ملابسه، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. 

يتباهى مصنعو الإنسان الآلي بقدرته على تحريك ذراعيه وعينيه وأجزاء جسده الأخرى بليونة تشبه البشر. وقال كونو (البشري) إن هذا الروبوت مؤشر على الجهود المبذولة لتغيير سير إجراءات الأعمال التجارية في اليابان، التي يواجه تحديثها صعوبة بالغة.

فعلى سبيل المثال، تجد اليابان صعوبة في التغلب على حبها لأجهزة الفاكس، رغم المحاولات التي يقوم بها المسؤولون من أجل رقمنة الإدارات في البلاد.

فقبل عامين، أطلق كونو حملة لوقف استخدامها في بلدٍ، رغم الصورة المأخوذة عنه في تطوره التكنولوجي، تنتشر فيه مكاتب قديمة الطراز لا تزال متمسكة بأجهزة الفاكس. وحوالي 95% من المكاتب وثلث المنازل كانت لا تزال محتفظة بها في بداية الحملة.

بينما حذرت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة عام 2020 من إمكانية أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية  79 مليار دولار إذا لم تسرّع الشركات اليابانية الانتقال إلى الرقمنة بحلول عام 2025.

في الوقت نفسه، فتكلفة فتح أعمال تجارية في اليابان مرتفعة بسبب استخدام المستندات الورقية القديمة أو الإجراءات الشخصية، وفقاً لهيروشي أونو، الأستاذ في كلية استراتيجية الشركات الدولية بجامعة هيتوتسوباشي. 

كما قال أونو: "التحول الرقمي في اليابان بطيء بسبب النفور الشديد من المخاطرة والرفض القوي  للتغيير".

فيما تقول الحكومة إنها تحرز تقدماً. فقد ألغت استخدام الأختام الشخصية وفي طريقها لإلغاء اللوائح التي تقتضي توفير مستندات ورقية أو أقراص مرنة أو الحضور إلى المكتب.

يرغب كونو في إقناع المواطنين بالتغلب على شكوكهم، ويرى أن الآلي الذي يحمل هيئته قد يساعد في إيصال هذه الرسالة. وقال: "بعض الأشخاص يعارضون التحول الرقمي من الناحية الأيديولوجية، لكنهم قليلون".

تجدر الإشارة إلى أنه تم الكشف عن الروبوت لأول مرة أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأعرب كونو عن سعادته لتقارب الشبه مع الروبوت، مازحاً أنه "بموافقة البرلمان، سأسمح له بحضور اجتماع لجنة الميزانية".

يحتوي الروبوت، الذي يبلغ ارتفاعه 175 سم، على 52 جزءاً متحركاً، بما في ذلك الأجزاء الموجودة في وجهه وذراعيه وأسفل ظهره. ومن المتوقع أن تسهم هذه الروبوتات في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز إصلاح أسلوب العمل. ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة حول ما إذا كان سيتم قبولها على نطاق واسع.

فيما يخطط فريق البحث لإجراء تجربة لمعرفة كيف يشعر الناس إذا تحدث الروبوت بصوت كونو، حسب ما ذكره موقع "اليابان بالعربي".