وتستمر معاناتي

منذ 6 أشهر 151

وتستمر معاناتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/5/2024 ميلادي - 29/10/1445 هجري

الزيارات: 27


السؤال:

الملخص:

شابٌّ يصف معاناته المستمرة في البلد الذي يعيش فيه؛ من عدم الاستقرار الوظيفي، وصعوبة تحصيل المال، وعدم احترام آدمية الإنسان، ويتحسَّر على شبابه الذي يضيع أمام عينه، دون أن يفعل شيئًا، ويسأل: أين الخطأ؟

التفاصيل:

السلام عليكم، حقًّا لا أدري من أين أبدأ، فقد عانيت في حياتي كلِّها، ففي طفولتي مُورست عليَّ العنصرية في الروضة، ولما أصبحت شابًّا عمِلت في وظائف كثيرة أعمل فيها اثنتي عشرة ساعة، ولا أحصِّل إلا مالًا قليلًا، ولما أن حسَّنت مهاراتي، وطوَّرت من قدراتي، حسِبت أن الدنيا ستفتح أبوابها لي، لكن هيهات، ولطالما حاولت أن أسافر إلى دولة توفر حياة كريمة لمواطنيها، لكن بلا جدوى، حتى على المستوى العاطفي، حاولت الارتباط كثيرًا، وفشلت، لكني تزوجتُ آخر الأمر، دخلت في طريق المشاريع الخاصة، ولم أُوفَّق، ما يُحزنني أني ناهزت الأربعين من عمري، وما زلتُ أعاني، وما زلت في البلد الذي أنا فيه، ولم أستطع أن أهرب من التلوث البيئي والبصري الذي يملؤه، وتصيبني الحسرة إذا ما رأيت ما عليه سائر البلدان من النظافة واحترام الإنسان، لقد وصلت إلى مرحلة لا أدرك فيها الصواب من الخطأ، وفقدتُ إيماني بالدين، سؤالي: ما الذي لم أفعله؟ وما الحل؛ هل هو في السفر أو المشروع الخاص أو الوظيفة؟ وشكرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمرحبًا بك أخي الكريم.

لا يخفى عليك حال الدنيا، وأنها مرحلة عابرة نعبر من خلالها إلى الدار الآخرة، ولا شكَّ أن الحياة الدنيا مليئة بالمصاعب والمتاعب والتحدِّيات، ولله الأمر سبحانه وبيده تدبير الأمور، لا مانع لما أعطى، ولا مُعطِيَ لِما منع، جل في علاه.

أخي الكريم: أن نعيش على مبدأ إما أن تسير الأمور على ما نهوى، أو لن نشعر بالسعادة، فهذا خطأ، والصواب هو مواجهة الظروف والتحديات، والصبر عليها، والتعايش معها، مع السعي الحثيث في تطوير قدراتنا، والارتقاء بمهاراتنا.

المشكلة لدى البعض هي رسم صورة ذهنية محدَّدة للسعادة والحياة الكريمة، هذه الحال التي تعيشها وربما في نفس المنطقة التي تسكنها خرج منها عظماء وأفذاذ، قاوموا وسعَوا إلى تحقيق أهدافهم، لم يستسلموا وييأسوا.

لا تنتظر تحسُّنَ ظروفك ومعيشتك حتى تسعى إلى أهدافك، ابدأ وحاول واسعَ بكل ما تستطيع بعدما تضع الخطط الصحيحة، وتحدد الوجهة المناسبة لقدراتك، أما أن تقعد على باب التمني والأحلام تندُب حظَّك، وتشتم زمانك وديارك، فهذا سبيل العاجزين.

لا تقارن نفسك بالآخرين، ولا تتمنى ما في أيديهم، واعلم أن اليأس سيوصلك إلى حالٍ أسوأ مما تعتقد أنك عليه الآن.

انتبه لروحك جيدًا، وأحْسِنْ ما بينك وبين الله سبحانه، واطرح نفسك بين يديه، وألحَّ عليه بطلب التوفيق، واسلك الأسباب الجالبة للرزق والتوفيق؛ من صلاح النفس، وحسن الخلق، وبذل الخير، وحسن الظن بالله.

ابحث عن السعادة في معناها البسيط، ولا تربطها بوجود المال، مارِسِ الرياضة، واختَرْ صحبة تسعدك وتؤنسك، احرص على ملء وقتك بالمفيد النافع، وأحِطْ نفسك بالإيجابيين، اقرأ واطلع وثقِّف نفسك حول الفرص التي تصعد بك إلى ما تتمنى وترجو.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.