واشنطن تضغط على كييف: لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية العام

منذ 3 ساعة 10

قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة تريد أن تجري أوكرانيا انتخابات، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع روسيا في الأشهر المقبلة.

وأوضح كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، في حديث مع "رويترز"، إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية، التي تم تعليقها خلال الحرب مع روسيا، "يجب أن تتم".

وتابع كيلوغ أن "معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات حتى في أوقات الحرب. أعتقد أن ذلك أمر مهم". وأضاف "أعتقد أن ذلك جيد للديمقراطية. فهذه هي ميزة الديمقراطية الراسخة، حيث يمكن أن يكون هناك أكثر من مرشح واحد".

وفي وقت سابق، أكد كل من ترامب وكيلوغ أنهما يعملان على خطة للتوسط في اتفاق في الأشهر القليلة الأولى من الإدارة الجديدة لإنهاء الحرب الشاملة التي اندلعت بغزو روسي في فبراير 2022.

ولم يقدموا سوى القليل من التفاصيل حول استراتيجيتهم لإنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كما لم يحددوا موعدا للكشف عن هذه الخطة.

ولا تزال خطة ترامب قيد البحث، ولم تتخذ أي قرارات سياسية بعد، لكن كيلوغ ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض ناقشوا في الأيام الأخيرة دفع أوكرانيا للموافقة على إجراء انتخابات كجزء من هدنة أولية مع روسيا، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على هذه المحادثات ومسؤول أمريكي سابق مطلع على اقتراح الانتخابات.

كما يناقش مسؤولو ترامب ما إذا كان ينبغي الدفع باتجاه وقف إطلاق نار أولي قبل محاولة التوصل إلى اتفاق أكثر ديمومة، وفقا لما قاله الشخصان المطلعان على مناقشات إدارة ترامب.

وأوضح المصدران أنه في حال إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، فإن الفائز بها قد يكون مسؤولا عن التفاوض على اتفاق طويل الأمد مع موسكو.

وقد رفضت المصادر الكشف عن هويتها نظرا لحساسية القضايا السياسية والأمنية التي يجري بحثها.

لا يزال من غير الواضح كيف ستستقبل كييف مثل هذا المقترح من ترامب. 

فقد قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا يمكن أن تجري انتخابات هذا العام إذا انتهت المعارك وتم توفير ضمانات أمنية قوية لمنع روسيا من استئناف الأعمال العدائية.

وذكر مستشار بارز في كييف ومصدر في الحكومة الأوكرانية، أن إدارة ترامب لم تطلب رسميا حتى الآن من أوكرانيا إجراء الانتخابات الرئاسية بحلول نهاية العام.

وكان من المفترض أن تنتهي فترة ولاية زيلينسكي التي استمرت خمس سنوات في عام 2024، ولكن لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير 2022.

وقال مسؤولان أمريكيان كبيران سابقان، إن واشنطن أثارت قضية الانتخابات مع كبار المسؤولين في مكتب زيلينسكي في عامي 2023 و2024 أثناء إدارة بايدن.

وقال المسؤولان، إن مسؤولين في وزارة الخارجية والبيت الأبيض أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين أن الانتخابات ضرورية للحفاظ على المعايير الدولية والديمقراطية.

قال المسؤولان الأمريكيان السابقان، إن المسؤولين في كييف رفضوا الفكرة في محادثاتهم مع واشنطن خلال الأشهر الأخيرة، وأخبروا مسؤولي بايدن أن إجراء الانتخابات في ظل هذه الأوضاع المتوترة قد يؤدي إلى انقسامات بين القادة الأوكرانيين ويفتح الباب أمام محاولات التأثير الروسية.

وعندما سئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن المعلومات التي أفاد بها مسؤول غربي سابق وشخصان آخران مطلعان على القضية لوكالة رويترز، أجاب قائلا: "ليس لدينا هذه المعلومات".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في 27 يناير قوله، إن الاتصالات المباشرة بين موسكو وإدارة ترامب لم تبدأ بعد. 

وتقول وزارة الخارجية الروسية إنها لا تزال تنتظر موافقة الولايات المتحدة على اختيارها الجديد كسفير لموسكو في واشنطن، وهو منصب شاغر حاليا.

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا إنه لا يعتبر زيلينسكي زعيما شرعيا في ظل غياب تفويض انتخابي جديد، وأن الرئيس الأوكراني ليس لديه الحق القانوني لتوقيع أي اتفاقيات ملزمة تتعلق بعملية السلام المحتملة.

لكن بوتين أشار في الوقت ذاته، إلى أن زيلينسكي يمكنه المشاركة في المفاوضات، بشرط أن يلغي أولا المرسوم الذي وقعه عام 2022، والذي يحظر إجراء محادثات مع روسيا طالما أن بوتين في السلطة.

ووصف المصدر الحكومي الأوكراني موقف بوتين، بأنه مجرد ذريعة لتعطيل المفاوضات المستقبلية، قائلا: "(إنه) ينصب فخا، مدعيا أنه إذا لم تجر أوكرانيا الانتخابات، فيمكنه لاحقا تجاهل أي اتفاقات يتم التوصل إليها".