هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
مرة أخرى توجه الولايات المتحدة اتهامات لإيران لترد الأخيرة بالنفي. تقول واشنطن إن طهران أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا لكي تستخدمها الأخيرة في حربها ضد أوكرانيا.
نفت الخارجية الإيرانية، الأحد، الاتهامات الأميركية الموجهة لطهران بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة طهران، ردا على سؤال بشأن إرسال الصواريخ إلى روسيا إن بلاده "لم تكن أبدا جزءا من هذا الصراع العسكري واستمراره (حرب أوكرانيا)، ودعمت دائما الحل السياسي والحوارات الثنائية لإنهاء هذه الأزمة"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".
وتابع: "نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبدئي وعلني وواضح وراسخ فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وتكرار الادعاء بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا هو أمر له أهداف ودوافع سياسية لبعض الدول الغربية، ولا أساس له من الصحة على الإطلاق".
لكن الدبلوماسي الإيراني لم ينف وجود تعاون عسكري مع موسكو، وقال: "التعاون العسكري التقليدي الإيراني-الروسي له تاريخ أقدم بكثير من بداية الحرب الأوكرانية، ويأتي هذا التعاون في إطار الاتفاقيات الثنائية (...)".
"إيران نقلت الصواريخ لروسيا"
وكانت الولايات المتحدة أبلغت الحلفاء بأنها تعتقد بأن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، وفقا لشخصين مطلعين على الأمر.
لكنهما لم يقدما أي تفاصيل حول عدد الأسلحة التي تم تسليمها أو متى تمت عمليات النقل، لكنهما أكد نتائج توصلت إليها المخابرات الأمريكية في هذا الشأن.
ورفض البيت الأبيض تأكيد عمليات نقل الأسلحة، لكنه كرر مخاوفه من أن إيران تعمق دعمها لروسيا.
وحذر البيت الأبيض طهران منذ أشهر من نقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت، في بيان: "أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا سيمثل تصعيدا كبيرا في دعم إيران للحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا وسيؤدي إلى قتل المزيد من المدنيين الأوكرانيين".
وأضاف: "هذه الشراكة تهدد الأمن الأوروبي وتوضح كيف يتجاوز تأثير إيران المزعزع للاستقرار الشرق الأوسط وحول العالم".
وكانت إيران أقرت في وقت سابق بأنها قدمت أسلحة إلى روسيا، وخاصة طائرات "شاهد" المسيّرة، لكنها قالت إن ذلك تم قبل أشهر من اندلاع حرب أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
ويُنظر إلى أن هذه الطائرات على أنها أهم مساهمة قدمتها طهران للمجهود الحربي الروسي، بسبب مقدار الضرر الذي أحدثته.
وتأتي الاتهامات الأميركية والنفي الإيراني في الوقت الذي تدعي فيه روسيا أنها استولت على قرية أخرى في دونيتسك .
ونقلت صحيفة "موسكو تايمز" عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها "حررت قرية كالينوف"، على بعد حوالى 25 كيلومترا جنوب شرق بوكروفسك.
تتقدم القوات الروسية في المركز اللوجستي الرئيسي منذ شهور، مما دفع أوكرانيا إلى الأمر بالإجلاء الإلزامي للأطفال من المنطقة الشهر الماضي.
انتخابات في ظل القتال
وتزعم موسكو أنها استولت على سلسلة من القرى في دونيتسك، حتى في الوقت الذي تكافح فيه للتصدي للتوغل الأوكراني الكبير في مقاطعة كورسك الروسية.
وتوجه سكان كورسك، السبت، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات المحلية، وسينتخب الروس حكاما في 25 إقليما، وأعضاء الجمعية التشريعية في 13 إقليما، بما في ذلك إقليمان في شبه جزيرة القرم، وعشرات المسؤولين المحليين.
وقالت سيدة تدعى إيكاترينا شيرباكوفا في أحد مراكز الاقتراع: "بعد الانفجارات، وبعد كل التفجيرات، وبعد الطائرات بدون طيار، رأينا كل شيء، لم نعد نخاف من أي شيء. وأهم شيء هو أن يذهب الناس للتصويت لأننا نريد السلام، نريد السلام والهدوء في منطقة كورسك".
وأحدثت العملية العسكرية الأوكرانية المباغتة في كورسك، والتي بدأت في 6 آب/ أغسطس، مفاجأة حتى مؤيدي كييف الغربيين.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي إن الهدف من التوغل هو إنشاء منطقة عازلة داخل روسيا لمنعها من شن المزيد من الهجمات على بلاده، لكنه أكد أنه ليس لديه مصلحة في احتلال الأراضي الروسية بشكل دائم.
كلمة رئيسي المخابرات الأميركية والبريطانية
وفي حدث عام نادر في لندن، قال رئيسا وكالتي الاستخبارات البريطانية والأمريكية إن التوغل الأوكراني كان إنجازا مهما يمكن أن يغير رواية الحرب.
وقال رئيس جهاز "أم أي 6" البريطاني، ريتشارد مور: "عادة ما يكون من الجرأة من جانب الأوكرانيين محاولة تغيير اللعبة بطريقة ما. وأعتقد أنهم غيروا إلى حد ما السرد حول هذا الأمر".
وبدوره، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز: "الأوكرانيون، من خلال دخولهم والاستيلاء على كورسك، أعادوا الحرب حقا إلى الوطن للروس العاديين".
وأضاف: "لم يكن ذلك بمثابة دفعة للمعنويات الأوكرانية فحسب، بل كشف أيضًا عن بعض نقاط الضعف في روسيا في عهد بوتين وجيشه".