وصل المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين إلى بيروت بعد ليلة من الأخذ والرد حول تأجيل زيارته إلى وقت غير محدد. وكانت عدة صحف قد أشارت إلى أن هوكستين لن يزور العاصمة اللبنانية قبل التأكد من وجود بوادر لوقف إطلاق النار من الجانب اللبناني، الذي أبدى بدوره إيجابية مشروطة وسط تحفظات بشأن بنود مسودة المقترح.
تضاربت الأنباء حول زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت، إذ عاش اللبنانيون ليلة عصيبة، معلقين على أمل ضعيف يتأرجح بين الرجاء واليأس. وأصبحت زيارة هوكستين، التي تم ربطها بـ"جدية المفاوضات"، تُسوَّق على أنها بادرة للخلاص: إما وقف الحرب في وقت قريب أو وضع الملف اللبناني في أحد أدراج البيت الأبيض حتى إشعار آخر.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، تأتي زيارة المبعوث الأمريكي كمحاولة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، أشار الموقع، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن الرحلة لا تعني بالضرورة اتفاقًا وشيكًا، إذ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال متمسكًا برغبته في ضمان "حرية التصرف" في لبنان من جانب واشنطن، رغم أن المسودة لم تتضمن بندًا كهذا.
ويشير "أكسيوس" إلى أن مسودة الاتفاق تنص على فترة انتقالية مدتها 60 يومًا، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بينما ينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، ويتم نقل أسلحة حزب الله الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.
في هذا السياق، قال مسؤولون أمريكيون للموقع إن حزب الله قدم ملاحظاته على مسودة الاتفاق بتحفظات، معلقًا عليها بعبارة "نعم... ولكن".
وبحسب النائب اللبناني علي حسن خليل، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري سلّم ردّه المكتوب إلى السفيرة الأمريكية في بيروت قبل زيارة هوكستين إليها، مؤكدًا أن لبنان ملتزم بالقرار 1701 دون زيادة أو نقصان.
وأضاف خليل أن نجاح المبادرة مرهون بإسرائيل، قائلاً: "تل أبيب إن لم تُرِد الحل، تستطيع افتعال 100 مشكلة".
تجري المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحزب الله تحت النار للضغط على الجانب اللبناني، إذ استهدفت إسرائيل العاصمة اللبنانية مساءً، وقصفت محلًا ومقهًى في منطقة زقاق البلاط. ورد حزب الله بقصف قلب تل أبيب، مشيرًا إلى أنه استهدف مواقع حساسة سيتم الكشف عنها لاحقًا.