هل يُزعجك شكل جسمك؟ قدّم هذه الهدية لنفسك هذا العام

منذ 17 ساعة 12

ملاحظة المحرر: تغطي الكاتبة مادلين هولكومب من CNN، مواضيع الصحة والعافية، ضمنًا الصحة العقلية، وثقافة النظام الغذائي، واضطرابات الأكل والعلاقات.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في العام الماضي، تعلّمت تناول الكعك من دون خجل.. هذا العام، منحت نفسي السلام من كلّ الضجيج الخارجي حول الطعام والأجسام المثالية.

كان التصالح مع ما أتناوله من الطعام على رأس قائمة أولوياتي لفترة من الوقت. وبصفتي مراسلة صحيّة، راجعت دراسات عديدة حول عدم فعالية اتّباع الحميات التقييدية.

لقد تحدّثت إلى الخبراء حول مدى الضرر وعدم جدوى الشعور بالخجل من الطعام والتقييد الغذائي. وكتبت أيضًا عن معايير الجمال غير الواقعية.

استغرقت وقتًا طويلًا لإسكات صوت الناقد الذي كان يثور بداخلي في كلّ مرّة أُحدّق فيها بطبق من الطعام الممنوع، أو حتى بنفسي في المرآة.

وبمجرد أن عرفت كيف أُفكّر في جسدي وطريقة أكلي، أدركت أنّ العالم من حولي يمكنه أن يُعيدني للعقلية التي كافحت للهروب منها.

في العام 2024، ركّزت على التواجد في بيئة يمكنها أن تُساعدني على الحفاظ على علاقة أكثر صحّية مع طعامي وجسدي. أهديت نفسي السلام الداخلي، وإليكم كيف فعلت ذلك.

الصدق 

تزدهر اضطرابات الطعام بشكل سرّي.

اعتدنا الاستهزاء من أنفسنا لمجرد تناولنا قطعة من البسكويت، والتحدث بشكل سيء عن أجسادنا في غرف تبديل الملابس، وتبادل النصائح حول كيفية تناول كميات أقل من الطعام.

لكن، إذا لم يواجهنا شخص ما بمدى تأثير هذا الكلام علينا، ففي وسعنا جميعًا الاستمرار كما لو أمرًا  سيّئًا لم يحدث.

ورغم صعوبة الأمر، تمثّلت خطوتي الأولى بالتحدث بصوت عالٍ عن معاناتي وطلب المساعدة من أحبائي.

كنت أقول لأصدقائي وعائلتي: "أنا بخير، لكنّني لاحظت للتو أنّني أُعامل نفسي بقسوة شديدة في ما يتعلق بجسدي وطعامي.. لم أُحبّ نفسي كثيرًا.. وأنا أُخبركم حتى لا تتفاقم حالتي، وتعرفون ماذا يحدث في حياتي".

قول ذلك بصوت عالٍ جعل الوحش الذي كنت أحاربه يبدو أصغر بكثير، لكنني رأيت أيضًا أحبائي يعيدون تقييم أفكارهم.

هل قالوا أي شيء قاسٍ أو غير مفيد؟

أخبروني بمدى أهمية شعوري بالحب، والدعم، والسعادة، بالنسبة لهم.

وربما يقولون أشياء قاسية عن أنفسهم أيضًا، لكنهم لن يسمحوا لذلك بالتأثير على صحتي الذهنية والبدنية.

الاستعداد للرد

لم يكن هناك سوى عدد قليل جدًا من الأشخاص، إذا وُجدوا، أدلوا بتعليقات مباشرة حول طعامي وجسدي. لكنّني أوضحت أنّ الانتقاد العابر حول الطعام الذي نتناوله، أو أجسامنا بشكل عام، يمكن أن يكون ضارًا أيضًا.

"لقد استحقينا الحلوى بعد هذا التمرين"، أو "هذا الفستان يجعلك تبدين نحيفة جدًا"، لم يكن القصد من هذه العبارات جعل أي شخص يشعر بالسوء، لكنّها رفعت صوت الانتقادات في رأسي.

حتى التعليقات التي يُقصد بها المجاملة حوّلت انتباهي إلى أشياء كنت أحاول التركيز عليها بشكل أقل.

استعنت بنصائح خبراء تحدثت إليهم، ووضعت عبارات مفيدة تُساعدني على توجيه نفسي.

كنت أُذكّرهم بلطف أنّنا لا نمارس الرياضة لكسب أي شيء، وأن التوازن أمر صحي، وأنه لا ينبغي أن نفسد وقتًا ممتعًا بالقلق بشأن مظهرنا.

وتذكرت أن أحد الخبراء أخبرني بأننا جميعًا نسبح في محيط من ثقافة الحميات الغذائية، ومن الصعب أن ندرك أننا في هذا المحيط عندما يُطالعنا في كل مكان.

أنا لست الوحيدة التي لديها وحش في دماغها يُخبرها أنّ جسدها ليس جيّدًا بما فيه الكفاية، أو أنها اقترفت ذنبًا في حال تناولت شيئًا غنًا بالسعرات الحرارية.

كلما تحدثت أكثر عن صراعاتي مع صورة جسدي وعلاقتي بالطعام، كلما سمعت من الناس من حولي أنهم يعانون من الأمر عينه أيضًا.

وبعد تذكير نفسي بوعي، أصبحت أرى تلك التعليقات من الآخرين على أنها انعكاس لمدى ارتفاع صوت الناقد الداخلي لديهم في ذلك اليوم. 

وبالتالي، أتعاطف معهم عوض الشعور بالإهانة.

لا يعني هذا أنني أتقن ذلك تمامًا. لا أعرف ما إذا كان ممكنًا ألّا أتأثر بثقافة الحميات الغذائية، أو أن أتخلص من الصوت الداخلي المزعج.. لكنّني تحسّنت لجهة أن أكون الشخص المُتحكّم بحياتي، وأسيطر على هذا الصوت عند ارتفاعه.

إنها هدية.. هدية أتمنى أن تمنحها لنفسك أيضًا.