رصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدعم المقدم لمواجهة التغيرات المناخية بمختلف مناطق أفريقيا، جاء فيها أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن جونيور وإدارته جددوا التزاماتهم وعقد مناقشات تتعلق بالاقتصاد العالمي والديمقراطية والحوكمة وتغير المناخ والصحة والأمن والمرأة والشباب والتعليم خلال القمة في واشنطن، مضيفة أنه وفقًا لتقارير موثوقة مختلفة رصدتها الدبلوماسية الحديثة قبيل القمة، كانت من أهم الأولويات إعلان بايدن الدعم الأمريكي لقبول الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين كعضو دائم.
وأضافت الدراسة أن الانضمام إلى مجموعة العشرين سيمكن أفريقيا من فرصة مناقشة القضايا الملحة، والتحديات القائمة، والسبل الممكنة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا، خاصة تلك المعوقات المتعلقة بملف المناخ وأتت هذه الخطوة المهمة، بعد أن طلب رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيسي السنغال وجنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا وماكي سال، من بايدن توسيع مشاركتهما في مجموعة العشرين، علمًا بأن جنوب أفريقيا كانت الدولة الأفريقية الوحيدة العضوة بالمجموعة.
وتابعت :"وقررت إدارة بايدن النظر بجدية في مستقبل قانون النمو والفرص الأفريقي AGOA الذي ينتهي في عام 2025. حيث كان حجر الأساس للعلاقات التجارية بين المنطقتين منذ إقرار التشريع في عام 2000، تشمل إعادة النظر مناقشة كيفية العمل معًا لتحسين وتعزيز التعاون الاقتصادي، والتوسع في التجارة والاستثمار، وبالطبع دعم التكامل الاقتصادي الإقليمي. وكل هذه الملفات تصب بشكل مباشر في مشروعات مجابهة والحماية إزاء التغيرات المناخية والتعاون في إطار أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي".
وأشارت الدراسة الى أن الرئيس بايدن أعلن أثناء مؤتمر الأطراف بمصر COP27 في نوفمبر 2022، عن خطط الولايات المتحدة لتوفير أكثر من 150 مليون دولار في شكل تمويل جديد للتكيف والمرونة. وشدد على التزام الولايات المتحدة بمساعدة البلدان والمجتمعات الضعيفة في أفريقيا على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ وإدارتها كجزء من عمل الاستعداد في جميع أنحاء القارة الأفريقية، متابعة :"فمنذ يناير 2021، خططت إدارة بايدن لتوفير 1.1 مليار دولار على الأقل لدعم الجهود التي تقودها أفريقيا لدعم الحفاظ على البيئة والتكيف مع المناخ والتحول العادل للطاقة. تشمل هذه الاستثمارات مشاريع البنية التحتية في إطار الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، تنوي القمة الخروج بفرص واضحة لمزيد من المبادرات الناجحة مثل ما سبق من تاريخ تعاوني بين الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأفريقية، مثل الحال في مبادرة طاقة أفريقيا Power Africa، والتي تمكنت من منع 6.2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل حرق 6.8 مليار رطل من الفحم."
وأوضحت الدراسة أنه منذ عام 2013، ساعدت Power Africa في توفير إمكانية الحصول على الكهرباء لما يقرب من 165 مليون شخص في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. استثمرت إدارة بايدن الحالية 193 مليون دولار لدعم المبادرة، كما تخطط لتوفير 100 مليون دولار أخرى في السنة المالية 2023. بالإضافة إلى ما سبق، تعتزم المبادرة تسهيل صفقات تصل إلى 350 مليون دولار في غضون السنوات الخمس الأولى.
وأردفت الدراسة :" شملت العديد من المبادرات والمشروعات الأخرى مشروعات مجابهة والتكيف للتغيرات المناخية بكينيا والمغرب وموزمبيق ونيجيريا وغانا وغيرها من الدول. فعلى سبيل المثال، وفرت اتفاقيات مؤسسة تحدي الألفية الموقعة في وقت سابق من عام 2022 مع حكومتي ليسوتو وملاوي أكثر من 110 مليون دولار لتمويل التكيف تجاه التغيرات المناخية. واستثمرت وكالة التجارة والتنمية الأمريكية ما يقرب من 4 ملايين دولار لدعم انتقال عادل للطاقة عبر العديد من البلدان الأفريقية، شملت هذه الاستثمارات منحة قدرها مليون دولار للمساعدة في تطوير محطة طاقة الكتلة الحيوية بقدرة 25 ميجاوات في كوت ديفوار؛ بهدف توفير تحويل المخلفات الزراعية إلى طاقة نظيفة، وتخفيف البصمة الكربونية لقطاع القطن المزدهر في البلاد. كذلك شملت 857 ألف دولار لدعم الدراسات الهندسية والبيئية التكميلية لتنفيذ محطة كهرومائية بقدرة 27 ميجاوات في سيراليون، واستثمارًا بقيمة مليون دولار لتطوير وتجريب موقع لتخزين الطاقة على نطاق المرافق، والذي يمكن أن يقلل انبعاثات الكربون بما يقدر بنحو 26 ألف طن متري من غازات الاحتباس الحراري سنويًا."