هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
تستهدف روسيا مدينة فوفشانسك الحدودية بغارات جوية مكثفة وهجمات صاروخية كجزء من هجومها الجديد الكبير على شرق أوكرانيا.
هدد الهجوم الروسي الأخير خطوط الدفاع الأوكرانية والبنية التحتية خاصة تلك المتعلقة بالطاقة، ما شكل مرحلة جديدة مهمة في هذه الحرب.
أصبحت مدينة فوفشانسك الحدودية مع روسيا والتابعة لمقاطعة خاركيف، نقطة محورية في العمليات العسكرية الروسية الأخيرة. وتهدف موسكو إلى السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية حيث ستمثل موطئ قدم في شمال شرق أوكرانيا.
إجلاء 900 من سكان المدينة في يوم واحد
كثفت القوات الروسية من هجماتها على البنية التحتية للطاقة والبلدات في هذه المنطقة منذ آذار/ مارس، تمهيدًا لهجوم بري، يقول محللون عسكريون إن وقته قد حان وبدأت روسيا بالتحضير له.
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل عاجل الحلفاء الغربيين إلى تسريع تسليم الأسلحة الموعودة لدعم جهود الدفاع الأوكرانية.
أدى التصعيد الأخير إلى إجلاء سكان فوفشانسك المتبقين من قبل الشرطة والمتطوعين. وتشير التقارير إلى أنه تم إجلاء 900 شخص يوم الجمعة فقط، مما يؤكد إلحاح وخطورة الوضع.
وفي الوقت نفسه، في مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا، أبلغت السلطات المعينة من قبل موسكو عن وقوع إصابات ناجمة عن الضربات الأوكرانية، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
حققت القوات الروسية مكاسب وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استولت على عدة قرى شمال شرق أوكرانيا، الأمر الذي لم تؤكده كييف، وعلى الرغم من النفي إلا أن روسيا حققت خلال الأشهر الأخيرة انتصارات في بعض المناطق.
"ضياع السكان" بين الخوف وعدم اليقين
أدى الهجوم الجديد إلى نزوح جماعي للمدنيين، حيث فر أكثر من 1700 من السكان من منازلهم من البلدات القريبة من منطقة النزاع. وما يشكل من خطورة الأوضاع هو استهداف روسيا بشكل شبه يومي المناطق المأهولة بالسكان عبر قصف صاروخي مكثف تستخدم فيه كذلك الطائرات المسيّرة.
خلفت الغارات الروسية على مدينة فوفشانسك دمارًا مروعًا، حيث دُمرت البنية التحتية واشتعلت الحرائق في المباني مخلفة حطامًا كبيرًا.
ويبدو أن أوكرانيا لا تزال عازمة على صد الهجوم الروسي في خاركيف، حيث ترسل حكومة الرئيس زيلينسكي التعزيزات العسكرية إلى المدينة رغم التحديات.
أصبحت التداعيات الأوسع للصراع واضحة بشكل متزايد، مع احتمال أن تمتد طموحات روسيا إلى إنشاء "منطقة عازلة" على طول حدودها.
ومع اشتداد القتال، ترتفع حصيلة القتلى من المدنيين وتستمر الخسائر في البنية التحتية، وتزداد الحاجة حسب مراقبين إلى تدخل دبلوماسي واتخذا إجراءات حاسمة لتخفيف حدة الأزمة.