نيويورك تايمز: هذه شروط التطبيع السعودي الإسرائيلي والعائق الوحيد هو نتنياهو

منذ 6 أشهر 88

جاء في مقال لتوماس فريدمان نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز" أن تطبيع السعودية مع إسرائيل مشروط بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع وتجميد بناء المستوطنات.

تحدث الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، عن خيارات الحكومة الإسرائيلية، معتبرا أن الخيار المضاد للهجوم على رفح هو "التطبيع مع السعودية، وقوات حفظ سلام عربية في غزة، وتحالف أمني بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران".

وسبق أن شدّد فريدمان المقرب من الرئيس بايدن على أن قرار إسرائيل اقتحام مدينة رفح جنوبي غزة "لن يؤدي إلا إلى تفاقم عزلة إسرائيل العالمية، وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن" وفق تقديره.

وأوضح أن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، ممكن ضمن شروط معينة: "إذا وافقت إسرائيل على شروط الرياض: الخروج من غزة، وتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والشروع في "مسار" مدته ثلاث إلى خمس سنوات لإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة".

وأضاف فريدمان أن إقامة دولة فلسطينية "سيكون مشروطًا أيضًا بإجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية الحالية، لجعلها هيئة حاكمة يثق بها الفلسطينيون ويرونها شرعية ويراها الإسرائيليون فعاّلة".

ومن شأن الصفقة أيضًا أن توفر للسعودية ضمانات أمنية من واشنطن مع إبعادها عن خصوم الولايات المتحدة.

معضلة بقاء نتنياهو في السلطة

لكن فريدمان يرى أنه من المستبعد أن توافق الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مثل هذه الشروط.. إذ تتمثل مأساة إسرائيل برأيه، في استماتة هذا الأخير للاحتفاظ بالسلطة، لتجنب السجن المحتمل بتهم الفساد.

 فقد أنشأ ائتلافًا حاكمًا أعطى سلطة غير مسبوقة لاثنين من اليمين المتطرف اليهودي وهما سموتريتش وإيتمار بن غفير، يتمتعان بسلطة في ثلاث وزارات، الدفاع والمالية والأمن القومي، وأعطى الأولوية للانقلاب القضائي قبل أن يفعل أي شيء آخر. 

كما قدم نتنياهو أيضًا تنازلات لا مثيل لها للحاخامات الأرثوذكس، حيث قام بتحويل مبالغ طائلة إلى مدارسهم التي لا تدرّس في الغالب الرياضيات أو اللغة الإنجليزية أو التربية الوطنية، والتي يرفض معظم رجالها الذين هم في سن التجنيد الخدمة في الجيش، ناهيك عن الخدمة إلى جانب النساء.

وجاء في المقال أن نتيجة تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف هي أن إسرائيل لا تستطيع الاستفادة من التحول الاقتصادي والاجتماعي الكبير في  السعودية التي من الممكن أن تفتح لها الطريق مع بقية العالم الإسلامي، لكن ذلك يتطلب من الدولة العبرية أن تعمل مع الفلسطينيين وتتبنى حل الدولتين.

فمن دون طرح أفق ما لحل الدولتين، لا يمكن لإسرائيل أن تقيم تحالفًا أمنيًا مع الدول العربية المعتدلة التي ساعدت في إحباط وابل أكثر من 300 طائرة من دون طيار وصواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل في 13 نيسان/أبريل، كما أفاد فريدمان.

وأضاف أن هذه الدول العربية لن تستمر في الدفاع عن إسرائيل إلى ما لا نهاية، إذا لم تعمل إسرائيل على إيجاد شركاء فلسطينيين معتدلين يتولون السلطة في فغزة والضفة الغربية.

وبعبارة أخرى، لا يمكن لإسرائيل اليوم أن تستدعي التحالفات التي تحتاجها كدولة، لأن ذلك سيؤدي إلى تفكك الائتلاف الحاكم الذي يحتاجه نتنياهو للبقاء.

كل هذا يخلق معضلة أمام ارئيس بايدن، الذي فعل الكثير للدفاع عن حق إسرائيل في البقاء، لكنه أُحبط من رئيس وزراء إسرائيلي مهتم أكثر بإنقاذ نفسه.

ويختم فريدمان أن إن دعم بايدن لنتنياهو يكلفه الآن على الصعيد السياسي ويحد من قدرته على الاستفادة الكاملة من التغييرات في شبه الجزيرة العربية. وقد يكلفه أيضاً منصبه كرئيس.