نساء غزة في اليوم العالمي للمرأة.. "زوجة شهيد أو أم شهيد أو زوجة مفقود"

منذ 8 أشهر 100

تقول إيمان أبو مغصيب المصابة جراء القصف الإسرائيلي: "كنت مستلقية على عربة يجرها حمار بجانب زوجي. الذي أصيب في رأسه، وبقينا ننزف لمدة يومين، لم نجد من يسعفنا، واضطررت إلى طرد الكلاب بالمنشفة لكي أبعدها عنا، حتى لا تأكلنا".

منذ أكثر من خمسة أشهر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

وبينما يحتفل العالم في الثامن من آذار/ مارس باليوم العالمي للمرأة، تعيش النساء في غزة، بسبب الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة التي دخلت شهرها السادس، في ظروف ماساوية حرمتهن من حقوقهن، حيث أصبحت الكثيرات منهن أرامل أو فقدن أطفالهن.

وتصف نازحة من أحد الملاجئ في دير البلح، كيف أرغمتها الحرب على الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الطعام أو الماء، أو إذا أرادت الذهاب إلى الحمام.

وتقول إيمان أبو مغصيب، وهي مستلقية على سرير في ممر داخل مستشفى الأقصى: "كنساء فلسطينيات ليس لنا أي حقوق على الإطلاق. لقد تم انتشالي من تحت الأنقاض، وفُصلت عن ابنتيً المصابتين، ولا أعرف حتى الآن مصيرهما...لا أعرف مصير بناتي حتى هذه اللحظة. أبنائي لم يدفنوا بعد. ماذا يمكنني أن أقول عن مشاعر المرأة الفلسطينية؟"

وتقول النازحة أم محمد أبو عربية:" "المرأة الفلسطينية الآن خلال الحرب تعيش كحياة عصور الجاهلية. لقد أصبحنا متسولات.عن أي امرأة نتحدث؟ أصبحنا متسولات، خادمات. علينا أن نقف في الصف للحصول على أي شيء، حتى لقمة الطعام التي نريد أن نأكلها، علينا أن نقف في الصف للحصول عليها، هذا كله بالإضافة إلى الإهانة. نقف في طوابير للحصول على الخبر والماء، الحلو أو المالح.. ونفس الشيء من أجل دخول الحمام. إذا أردنا الحصول على صابون للغسيل علينا أن نقف في الصف وهو مكلف للغاية. لقد أصبحنا متسولات. هذا هو حال المرأة الفلسطينية أثناء الحرب ".

وتتحدث نادية حبيب، 36 عاماً وهي نازحة من شمال قطاع غزة  عن وضع المرأة في غزة قائلة: "حياة المرأة الفلسطينية تدور حول ثلاثة محاور هي: زوجة شهيد أو أم شهيد أو زوجة مفقود لا تعرف عنه شيئاً. هي في الجنوب وزوجها في الشمال، ولا نستطيع الاتصال به أو الحصول على معلومات عنه، هذه هي أوضاع المرأة في قطاع غزة حالياً".

وتقول الممرضة نجلاء التعبان : "أبسط حقوقنا غير متوفرة اليوم. المرأة في جميع الدول الأخرى تتمتع بالحرية وكل احتياجاتها متوفرة، ولكن  ليس هذا هو الحال في قطاع غزة. نحن كنساء نلعب دور الأم والأب، فقد استشهد أغلب الشباب والأباء.  وهناك شهداء بين الأمهات والآباء، وتلعب المرأة اليوم دور الأم  والأب  على حد سواء".

وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، أن 9 آلاف امرأة قُتلن في قطاع غزة منذ بدء الحرب قبل أكثر من  خمسة أشهر.

جاء هذا البيان فيما أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة عن مقتل 78 شخصاً واصابة 104 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية ، مما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 30,878 والجرحى إلى 72,402، وقالت إن 72% من القتلى هم أطفال ونساء.

وقالت الأونروا في منشور لها على موقع  "إكس X "، إنه في اليوم العالمي للمرأة، "لا تزال النساء في غزة يعانين من عواقب هذه الحرب الوحشية".

وأضافت القول إنه  بالإضافة إلى مقتل 9 آلاف امرأة، هناك العديد من النساء تحت الأنقاض، وأن كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة، بالمعدل الحالي، في المتوسط 63 امرأة تقتل في غزة يومياً، منهن "37 أماً يتركن عائلاتهن وراءهن"

ودعت "الأونروا"إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقالت إن النساء يلدن دون مساعدة طبية أساسية ويفتقرن إلى منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية، وإلى الخصوصية، في ظروف معيشية غير صحية بالمرة.