نتنياهو يتوعد حماس برد حازم بعد تسليمها جثة مجهولة بدلًا من شيري بيباس، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومتوعدًا بأن تدفع حماس الثمن كاملًا. والحركة ترد في أول تعليق على القضية.
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة حماس برد حازم بعد أن أعلنت إسرائيل أنها تسلمت منها جثة امرأة من غزة على أنها تعود للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، معتبرًا ذلك "انتهاكًا صارخًا" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال نتنياهو في مقطع مصور: "سنتحرك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملاً لهذا الانتهاك الوحشي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الفحوصات أثبتت أن الجثة لا تعود لبيباس ولا لأي أسير آخر، وادعى أن الطفلين أرييل وكفير قُتلا بأيدي آسريهما في نوفمبر 2023، وليس بغارة إسرائيلية كما قالت حماس. وطالب الجيش بإعادة شيري مع جميع الرهائن الآخرين، واصفًا ما حدث بأنه "انتهاك خطير للغاية".
وشيري بيباس هي إسرائيلية اختُطفت مع طفليها، أرييل وكفير، من كيبوتس نير عوز قرب قطاع غزة خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد أفرجت حماس عن زوجها، ياردين بيباس، في وقت سابق، بينما سُلّمت جثتا الطفلين إلى إسرائيل يوم أمس، إلى جانب إعلان حماس أنهما قتلا بقصف إسرائيلي.
ومع ذلك لم تصدر أي بيانات رسمية عن هيئة الطب الشرعي التي أجرت الفحوصات.
حماس ترد على الاتهامات الإسرائيلية
وردت حركة حماس، على الاتهامات الإسرائيلية بشأن جثة شيري بيباس وما صاحبه من تهديدات بانتهاك اتفاق التبادل. فأكد إسماعيل الثوابتة، المسؤول في الحركة، أن "جثمان شيري بيباس تحول إلى أشلاء بعد أن اختلط مع بقايا بشرية أخرى تحت أنقاض موقع قصفته الطائرات الإسرائيلية بشكلٍ متعمد".
وأضاف الثوابتة أن "الالتباس في هوية الجثمان ناتج عن شدة القصف الإسرائيلي الذي تسبب في اختلاط الأشلاء البشرية بين الأنقاض"، مؤكدًا أن حماس "لم تقصد التضليل أو انتهاك الاتفاق".
بدورها، اعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن "عدم إعادة حماس جثة بيباس انتهاك صارخ ومقزز"، داعية إلى "القضاء على حماس".
وفي السياق ذاته، دعا منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين حكومة نتنياهو إلى "إيجاد الطريقة الأسرع لإعادة شيري وكل المختطفين".
من ناحيته، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، حماس واعتبر أنه "لا يمكن السكوت على انتهاكاتها الخطيرة"، مشددًا على ضرورة "تدميرها من دون تأجيل". وزعم أن حماس قتلت بوحشية الطفلين أرييل وكفير أثناء احتجازهما، محذرًا من أن "كل يوم يمر من دون التحرك يُفسَّر على أنه ضعف".
من جانبه، وصف الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، ما حدث بأنه "انتهاك مروع" لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهم حماس بارتكاب "جريمة قاسية تظهر ازدراءً تامًا للإنسانية". وأكد أن إسرائيل "تترقب بقلق" الإفراج المتوقع عن ستة رهائن إضافيين هذا الأسبوع، مشددًا على أن "واجبنا هو إعادة كل واحد من المخطوفين".
موقف أمريكي: "انتهاك مروع للاتفاق"
على الصعيد الدولي، وصف آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، تسليم الجثة المجهولة بأنه "مروع وانتهاك واضح للاتفاق"، وطالب حماس بـ"إطلاق جميع الرهائن وإلا ستواجه عواقب قياسية".
وكانت حماس قد سلمت أمس أربع جثث، منها جثتا الطفلين أرييل وكفير، وجثة الأسير عوديد ليفشتس، في منطقة خان يونس عبر الصليب الأحمر. وقالت حماس إن التسليم جرى "باحترام لحرمة الموتى" ومن دون مظاهر احتفالية، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ويتوقع أن يتبع هذا التسليم الإفراج عن ستة أسرى أحياء مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق. ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية قريبًا، والتي قد تشمل الإفراج عن نحو 60 أسيرًا متبقيًا وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، وسط تساؤلات حول استمرار وقف إطلاق النار الهش.