بقلم: Ekbal Zein & يورونيوز
كان من البديهي أن يقدّر رئيس الوزراء الإسرائيلي مساعدة دونالد ترامب في "رسم مستقبل أفضل" لدولة إسرائيل. غير أن مقترح ترامب بشأن السيطرة على غزة، والذي وصفته بعض الأوساط الإسرائيلية "بالقنبلة"، كان "أفضل مما تخيله اليمين المتطرف"، ما دفع نتنياهو في لحظة سعادة للقول إنه أفضل صديق في تاريخ تل أبيب.
في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب، أشاد نتنياهو بدور الزعيم الجمهوري في إنجاح اتفاقيات التطبيع الأربعة بين إسرائيل ودول المنطقة، وحاول زعيم الليكود إظهار وحدته مع واشنطن بالقول إنهما "قاتلا أعداءً مشتركين وغيرا وجه الشرق الأوسط".
وتفاخر نتنياهو بالقول إن تل أبيب قامت بتدمير حماس وحزب الله وما تبقى من أسلحة للرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده أصبحت أقوى من أي وقت مضى، بينما أصبح "محور الإرهاب الذي تقوده إيران" أضعف من أي وقت مضى. لافتًا إلى أنه وترامب "متفاهمان تمامًا" بشأن إيران التي "حاولت اغتيالهما" على حد وصفه.
وتابع نتنياهو أن إدارة ترامب ساهمت في إعادة الأسرى الإسرائيليين، وفك الحظر عن الذخائر التي كانت محرمة على إسرائيل، وهو ما يستدعي التقدير.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها، إن رئيس الوزراء سيرسل وفدًا إلى قطر لبحث هذه المرحلة من صفقة التبادل مع حماس، لكن الخطوة ستكون شكلية لإرضاء الأمريكيين.
يأتي ذلك توازيًا مع تصريحات "نارية" لترامب بشأن رغبته في السيطرة على قطاع غزة والاستثمار فيه لتحويله إلى منطقة "عالمية وجميلة" يعيش فيها أناس من مختلف الجنسيات.
ردود فعل اليمين المتطرف
وسرعان ما لقيت تصريحات الزعيم الجمهوري استحسانًا في إسرائيل، لاسيما لدى اليمين المتطرف، وهو ما تابعه الإعلام العبري عن كثب، إذ قالت مراسلة موقع "والا" العبري تال شاليف إن تصريحات ترامب تعتبر تحقيقًا لأحلام اليمين الإسرائيلي، لكنها في المقابل كارثة للشعب الفلسطيني، وقد تكون أيضًا كارثة للعديد من الدول العربية التي لم تكن ترغب في رؤية الصراع في غزة يتطور بهذا الشكل.
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وزير الدفاع الأسبق بيني غانتس قوله إن عرض ترامب يعكس العلاقة العميقة بين تل أبيب وواشنطن، وقد قدم الأخير أفكارًا لافتة ومبدعة وأصيلة تجب دراستها.
كما نقلت إذاعة الجيش عن زعيم المعارضة يائير لابيد قوله إنه "لم يفهم تفاصيل قنبلة ترامب" لكنه متحمس، فالزعيم الجمهوري يظهر التزامًا تجاه تل أبيب.
أما القناة 12 العبرية، فقد نقلت عن وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير قوله إن فرصته للعودة إلى الحكومة زادت.
وخاطب رئيس حزب شاس أرييه درعي الرئيس بعبارات حميمة، قائلًا إنه يعمل نيابة عن الشعب اليهودي "ويحقق نجاحًا كبيرًا" وشكره على استمراره مع نتنياهو في "قيادة خطوات تاريخية من شأنها تغيير الشرق الأوسط وتعزيز السلام والأمن لشعب إسرائيل".