نتائج محبطة: عقار "تيكوفيريمات" غير فعال ضد فيروس جدري القردة "الإمبوكس"

منذ 3 أشهر 47

أظهرت دراسة جديدة نتائج مخيبة للآمال بشأن فعالية عقار "تيكوفيريمات" الذي كان يأمل الباحثون في أن يكون العلاج الرئيسي لفيروس جدري القردة "الإمبوكس" خلال تفشيه العالمي. فقد أثبت العقار عدم فعاليته في مواجهة النوع الأشد خطورة من الفيروس الذي ينتشر بسرعة في إفريقيا.

النتائج الأولية للتجربة السريرية، التي تمت بتعاون بين باحثين من جمهورية الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة، كشفت أن "تيكوفيريمات" لم يكن له أي تأثير ملحوظ في تقليل مدة ظهور الأعراض بين المرضى المصابين بـ"النوع الأول"من جدري القردة.

ويرتبط هذا النوع، الذي يعتبر أكثر خطورة من ذلك الذي انتشر عام 2022، بزيادة حدة المرض وارتفاع معدلات الوفيات. وقد تأثر الأطفال بشكل كبير بهذا النوع، ما دفع منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي إلى إعلان حالة الطوارئ العالمية.

جيان مارازكو، مديرة المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أعربت عن خيبة أملها، مشيرةً إلى أن هذه النتائج تبرز الحاجة الماسة للعثور على خيارات علاجية جديدة، بينما تواصل الدراسات حول فعالية عقار" تيكوفيريمات" لدى مجموعات سكانية مختلفة.

من جانبها، أكدت شركة "سيغا" المصنعة لعقار "تيكوفيريمات"، أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الحالات التي عولجت مبكرًا والتي كانت الأكثر شدة، رغم أن التحسّن لم يكن ذا دلالة إحصائية. تراجعت أسهم الشركة بنسبة تزيد عن 40٪ بعد الإعلان عن النتائج، ولكنها استعادت قرابة نصف هذه النسبة بحلول ظهيرة يوم الجمعة.

أزمة إنسانية في الكونغو

كانت سارة باغيني تعاني من صداع وارتفاع في درجة الحرارة وطفح جلدي غير عادي، لكنها لم تكن تدرك أن هذه الأعراض قد تكون علامة على تفشي جدري القردة.

تقيم سارة وزوجها في مخيم بولينغو للنازحين بشرق الكونغو، ذلك المكان الذي تحول إلى بؤرة رئيسية لتفشي جدري القردة في إفريقيا. وقد جاء التحذير الأممي في توقيت حساس، حيث سجلت كل من السويد وباكستان أولى حالات الإصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس.

تواجه الكونغو أزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة، إذ تسجل أكثر من 96% من حالات جدري القردة العالمية هذا العام، حيث يُقدّر عدد المصابين بنحو 17,000، مع حوالي 500 وفاة. ورغم ذلك، فلا يزال العديد من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر غير مدركين لوجود المرض أو مدى تهديده.

في هذا السياق، عبر هابوموريمييزا هير، زوج سارة، عن قلقه قائلاً: "نحن لا نعرف شيئًا عن هذا المرض. أراقب حالتها بلا حول ولا قوة، لأنني لا أعلم كيف أتصرف. نواصل العيش في نفس الغرفة دون أي حل."

قال ماهورو فاوستين، مدير مخيم بولينغو، إن أعراض الحمى وآلام الجسم والقشعريرة بدأت تظهر قبل حوالي ثلاثة أشهر، ولكن بسبب نقص الفحوصات، لا يمكن تحديد عدد حالات جدري القردة بدقة. وأضاف: "إذا لم يُفعل شيء، سنصاب جميعًا هنا، أو ربما نحن جميعًا مصابون بالفعل."

يعتبر شرق الكونغو مسرحا للمواجهة المسلحة بين الجماعات المتمردة والجيش الكونغولي في إطار الصراع الدائرعلى تلك المنطقة الغنية بالمعادن. هناك، يعاني الملايين من نقص في الرعاية الطبية ويعيش مئات الآلاف من النازحين في مخيمات مكتظة، حيث الظروف بائسة والمرافق الطبية شبه معدومة.

من جهته، قال الدكتور بيير أوليفييه نغاجول، مستشار الصحة في مجموعة "مدير" الدولية، إن السلالة الجديدة من جدري القردة بدأت تتفشى في بلدة غنية بالمعادن في شرق الكونغو. وقد تكون هذه السلالة الجديدة سببًا في تفشي الفيروس بشكل أكبر، حيث سجلت على الأقل 13 دولة إفريقية حالات، أربع منها لأول مرة.

وأضاف بييرر: "على الرغم من وجود لقاحات وعلاجات جيدة لجدري القردة، فإن معضلة وصول تلك اللقاحات أكثر تعقيدا مقارنة مع أي وقت مضى." لأن تفشي المرض عام 2022 شمل أكثر من 70 دولة حول العالم، لكن القليل من الجرعات كان متاحا في إفريقيا.

يُذكر أن عقار "تيكوفيريمات" كان حصل على موافقة الاتحاد الأوروبي لعلاج جدري القرود" بناءً على دراسات حيوانية، لكن هذه الموافقة تمت تحت "ظروف استثنائية" وبدون بيانات فعالية سريرية كافية.

وقد قامت المفوضية الأوروبية في فترة تفشي المرض بين عامي 2022-2023، بشراء كميات من العقار، وأوصت السلطات البريطانية باستخدامه كخيار لبعض المرضى. كما وفرت الولايات المتحدة العقار لبعض مرضى جدري القردة عام 2022 كجزء من الدراسات لتقييم فعاليته.

ورغم ذلك، تظل الحاجة ملحة لتطوير خيارات علاجية جديدة لمواجهة هذا الفيروس القاتل بفعالية أكبر، حيث عجز تيكوفيريمات عن تقديم الحل المنشود.