على صفيح ساخن، يجري الحديث عن "تقدم كبير" في المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل، وتتضارب الأنباء حول نتائج التسوية التي يلعب فيها عاموس هوكستين دور الوسيط في مهمة "صعبة"، دفعته للتهديد بالانسحاب من منصبه إذا ما فشلت، وفقًا لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية.
شهدت كل من بيروت وتل أبيب تصعيدًا غير مسبوق، حيث سجل حزب الله رقمًا قياسيًا جديدًا في عملياته، بلغت 51 عملية، وأطلق 350 صاروخًا استهدف فيها تل أبيب 17 مرة، مما دفع 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقد فعّل الحزب عملية "بيروت يقابلها تل أبيب"، كما أعلن الإعلام الحربي الخاص به عبر قناته على تيليغرام، إلى جانب معارك ضارية تشهدها بلدة الخيام الحدودية والبياضة.
وفي المقابل، كثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية بشكل عنيف، مما أحدث أصداء واسعة سمعت حتى في المناطق الجبلية في لبنان.
وسط أجواء التصعيد، تتضارب الأنباء والتسريبات في الإعلام الأمريكي والإسرائيلي حول نجاح مساعي المفاوضات من عدمه. فقد نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر وصفته بالرفيع قوله إن التسوية مع لبنان "تمّت"، وسيُعلن عن وقف إطلاق النار خلال أيام، فيما أشارت قناة "كان" إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لتقديم الاتفاق لسكان الشمال.
وفي سياق متصل، ذكرت القناة 12 العبرية أن وكيل وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سيصل اليوم إلى إسرائيل لإنهاء تفاصيل التسوية مع لبنان. كما صرّح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بأنهم "قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق مع لبنان، وقد يحدث ذلك خلال أيام."
تقدُّم.. ولكن
ورغم كثرة التسريبات الإيجابية، نفت هيئة البث الإسرائيلية، عبر مصدر مطلع، ما تم تداوله عن إعطاء الضوء الأخضر للتوصل إلى تسوية، مشيرة إلى وجود قضايا عالقة. كما أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن قرار المضي قدمًا في الاتفاق قد اتُّخذ، لكن العديد من القضايا لا تزال عالقة دون حل.
في المقابل، نعى نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، إمكانية التوصل إلى تسوية، في تغريدة نشرها على منصة "إكس". وقال فيها إن استهداف إسرائيل لمركز الجيش اللبناني في الجنوب وسقوط قتلى "يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701".
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة "الأخبار"، المقربة من حزب الله، عن مصادر رسمية لبنانية أن المخاوف التي تحدث عنها ميقاتي بشأن انهيار مهمة هوكستين تعود إلى أن الأخير "لم يعد بورقة الملاحظات" التي كان قد أشار إليها. في حين تستمر تل أبيب في تنفيذ ضربات مباشرة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام "اليونيفيل"، ما يثير الشكوك في بيروت حول حقيقة الحديث عن تقدم في المفاوضات، وسط تناقضات الأداء الميداني.