قال الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الحوار الوطني أحدث حراكا واسعا وزخما كبيرا في الحياة السياسية المصرية بشكل عام، وفي الحياة الحزبية بشكل خاص وأصبح اليوم المنصة الحوارية الأهم على الساحة السياسية، حيث يمثل جسرا للتواصل بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، ويتيح الفرصة لتبادل الأفكار والرؤى حول مختلف القضايا التي تهم المواطن والدولة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية فى تصريح صحفى إلى أن الحوار الوطني لم يكن مجرد تجمع سياسي عابر، بل أصبح مسارا أساسيا لتعزيز الديمقراطية وتعميق الحوار بين مختلف الأطراف، وهذا الزخم الكبير الذي أحدثه الحوار الوطني يدعم رغبة جادة من الدولة والقيادة السياسية في الانفتاح على مختلف الأفكار والآراء، والاستماع إلى كافة الأصوات، بما في ذلك تلك التي قد تكون مختلفة أو معارضة و هذا الانفتاح يشكل خطوة هامة نحو تحقيق توافق وطني حقيقي يمكن من خلاله بناء رؤية مشتركة للمستقبل.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي للحوار الوطني، أكد الدكتور رضا فرحات، أن المجموعة الاقتصادية التابعة للحوار الوطني تواصل عملها بجدية لدراسة كل أبعاد قضية الدعم و تحدياتها خلال الفترة الراهنة و هذه القضية من أكثر القضايا حساسية، حيث تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن اليومية، وبالتالي فإن التعامل معها يتطلب دراسة دقيقة وشاملة تأخذ في الاعتبار كافة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية.
وتابع الدكتور فرحات قائلا: إن قضية الدعم تمثل أحد المحاور الأساسية في أي سياسة اقتصادية تتبناها الدولة، ومن هنا تأتي أهمية الحوار الوطني في مناقشة هذه القضية بشكل معمق و مستفيض وتعمل المجموعة الاقتصادية للحوار الوطني على تحليل الوضع الراهن للدعم في مصر، بما في ذلك آليات توزيع الدعم ومجالاته ومدى فعاليته في تحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن التحديات التي تواجه قضية الدعم في مصر ليست بالبسيطة، فهي تتطلب مراجعة مستمرة للسياسات الحالية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتوجيه الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين و الحوار الوطني يوفر منصة مثالية لمناقشة هذه التحديات واقتراح الحلول المناسبة التي تتوافق مع احتياجات المواطنين وقدرات الدولة.
وأكد الدكتور فرحات أن النجاح في معالجة قضية الدعم يتطلب تعاونا وثيقا بين الحكومة وكافة القوى السياسية والمجتمعية، وهو ما يسعى الحوار الوطني لتحقيقه وتعزيز مشاركة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في صنع القرار، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو تعزيز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية في مصر.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الحوار الوطني نموذجا يحتذى به في كيفية إدارة النقاشات الوطنية الكبرى والتوصل إلى حلول توافقية تلبي تطلعات المواطنين وتساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية واستمرار هذا الحوار بنفس الوتيرة والروح الإيجابية سيؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة تسهم في تحسين حياة المواطن المصري ويدعم مكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.