ميناء على ساحل غزة..لأجل المساعدات أم لأجل الغاز؟

منذ 8 أشهر 104

يتعرض قطاع غزة منذ 5 أشهر إلى قصف إسرائيلي دام، أجبر الأهالي على النزوح جنوبا، وقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، مع استمرار الحصار الذي يهدد سكان غزة بالمجاعة، وتساءل البعض: لماذا تطرح بدائل الممرات البحرية والموانئ لإيصال المساعدات إلى القطاع، بينما يعرقل دخولها برا، وهو أيسر وأنجع باعتراف الأمريكيين؟

فيما تعيق القوات الإسرائلية دخول المساعدات إلى القطاع عن طريق المعابر، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس بأن جيشه سينشئ ميناء مؤقتا في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

واليوم الجمعة قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن تشييد الميناء قد يتطلب ألف جندي أمريكي، وإن واشنطن ستتناول الجانب الأمني مع إسرائيل بشأن الميناء المؤقت.

 واليوم أيضا، تفقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في قبرص، الاستعدادات لإرسال المزيد من المساعدات إلى غزة بحرا، وقالت إن سفينة مساعدات ستتوجه إلى غزة في عملية تجريبية لممر بحري إنساني جديد.

استعاضة معابر البر بالجو ثم بالبحر

ومع إعلان الولايات المتحدة نبأ إنشاء ميناء مؤقت، شكك إعلاميون بالهدف المعلن للمشروع (وهو إيصال المساعدات)، قائلين إن الهدف هو السيطرة على حقل مارين النفطي الذي يبعد نحو 30 كيلومترا قبالة غزة.

"سرقة الغاز"

وقالت الناشطة الإعلامية الكندية شيريل بينسون على صفحتها في موقع أكس، "إن توجيه بايدن الجيش من أجل تشييد ميناء على شاطئ غزة لا علاقة له بالمساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون في القطاع المحاصر، "وإنما له علاقة ببناء ميناء أكبر لإسرائيل، وسرقة غاز غزة، وبناء قناة بن غوريون التي أرادتها إسرائيل أن تمر عبر غزة".

وقالت شيريل بنسون إن حقول الغاز البحرية في غزة تم اكتشافها في عام 2000، وقد قامت بنسون بنفسها بعمل فيديو عنها في عام 2009 أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة المسماة "الرصاص المصبوب"، أو كما سماها الفلسطينيون "معركة الفرقان" والتي دامت 23 يوما، فشلت خلالها إسرائيل في إخضاع القطاع.

بدوره تناول الناشط الإعلامي المصري د.حسام يوسف موضوع الميناء، واصفا المشروع  بالمؤامرة.

حقل مارين

ووفقا لتقرير الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) 2019، تأكيد: "علماء الجيولوجيا واقتصاديي الموارد الطبيعية أن الأرض الفلسطينية المحتلة تقع فوق مكامن كبيرة من الثروة النفطية والغاز الطبيعي في المنطقة (ج) من الضفة الغربية المحتلة وساحل البحر الأبيض المتوسط قبالة قطاع غزة. ومع ذلك، لا يزال الاحتلال يمنع الفلسطينيين من تطوير حقول الطاقة لاستغلال هذه الثروات والاستفادة منها... الاكتشافات الجديدة للنفط والغاز الطبيعي في حوض المشرق العربي، تبلغ 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بقيمة صافية تبلغ 453 مليار دولار (بأسعار 2017) و1.7 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج بقيمة صافية تبلغ حوالي 71 مليار دولار".

ويخشى البعض من أن النية الحقيقية لإسرائيل هي احتلال قطاع غزة من جديد، بهدف السيطرة على الطاقة، خاصة وأن إسرائيل وضعت قبل ذلك عراقيل كثيرة على عبور الغاز والنفط من الأراضي الفلسطينية، كما أنها لا تتوقف في حديثها عن اليوم التالي للحرب، وسط تعالي أصوات اليمين المتطرف بإعادة احتلال القطاع.

المصادر الإضافية • وكالات