يشهد يوم الثلاثاء مواجهة بين الخصمين دبلوماسيا الولايات المتحدة وإيران ولكن هذه المرة على أرض الملعب في إطار بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في قطر. ويخشى بعض الإيرانيين من أن يشوب المباراة المزيد من الخلافات مع أمن الملعب أو اشتباكات مع مشجعين موالين للحكومة الإيرانية في ظل الاحتجاجات المستعرة في بلادهم.
وستقام المباراة بين منتخبي البلدين اللذين قطعا علاقاتهما منذ أكثر من 40 عاما وسط تعزيزات أمنية لمنع تصاعد التوتر المرتبط بالاضطرابات التي تجتاح إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق يوم 16 سبتمبر أيلول.
وفي إظهار للتضامن قبل المباراة، عرض الاتحاد الأمريكي لكرة القدم مؤقتا العلم الوطني الإيراني بدون شعار الجمهورية الإسلامية، مما دفع طهران وفقا لما ذكرته وسائل إعلام حكومية إلى تقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وتراهن قطر، التي تتمتع بعلاقات قوية مع واشنطن وعلاقات ودية مع طهران، على تنظيم بطولة هادئة لا تشوبها أي مشكلات، إذ تعزز الأمن في مباريات إيران وتحظر بعض الأدوات التي تعتبر تحريضية مثل علم إيران فترة ما قبل الثورة الإسلامية.
وقال مسؤول قطري إنه عندما فازت إيران على ويلز يوم الجمعة، تم نشر فرق أمنية "لفض عدد صغير من المشادات" بين مشجعين إيرانيين خارج الاستاد، مضيفا أنه تم التعامل مع الأحداث "بسرعة" لاحتواء التوترات.
وقالت الإيرانية الكندية عزي،التي ارتدت قميصا حمل شعار "المرأة، الحياة، الحرية" الذي يرمز للاحتجاجات في إيران "لن أحضر المباراة اليوم الثلاثاء لأنني لا أشعر بالأمان في قطر"، ورفضت الكشف عن اسم عائلتها.
وقالت لرويترز عن منع أمن الاستاد لها بسبب ملبسها "قطر تطبق نفس نظام الرقابة الموجود في إيران ... كما أن الفيفا تتحمل المسؤولية".
تخطط هيلا ياديجار (37 عاما) لحضور المباراة لإظهار دعمها للمحتجين في إيران على الرغم من احتجاز أمن الملعب لها ولزوجها لفترة وجيزة في مباراة إيران وويلز وتعبيرها عن قلق مماثل بشأن الأمن في الدولة الخليجية.
وقالت ياديجار، التي تعمل في مستشفى في كندا "وضعت كرسيا خلف (باب) غرفتنا في الفندق رغم أنه كان مغلقا".
وقال المسؤول القطري ردا على سؤال حول المخاوف الأمنية للمشجعين وشكواهم من القيود إن السلطات ستعمل على ضمان أن تكون كل مباراة في كأس العالم "آمنة وتستقبل جميع المشجعين".
وأضاف أنه لن يتم السماح بدخول العناصر التي "يمكن أن تزيد التوترات وتهدد سلامة الجماهير" إلى الملاعب.
النشيد الوطني
امتدت السياسة إلى البطولة الرياضية، وهي الأولى التي تقام في دولة في الشرق الأوسط، حيث يواجه المنتخب الإيراني ضغوطا لدعم المحتجين.
ورفض لاعبو إيران ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الأولى والتي تلقوا فيها الهزيمة 6-2 أمام منتخب انجلترا. ورددوا النشيد قبل مباراتهم الثانية التي فازوا فيها 2-0 على ويلز.
وبعد الفوز يوم الجمعة، ردد مشجع إيراني يرتدي قميصا عليه صورة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي والقائد العسكري الكبير قاسم سليماني الذي اغتيل في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة عام 2020 في العراق، هتافات مناهضة للمشجعين الذين يدعمون المحتجين.
وتشكل الاضطرابات التي عمت إيران واحدة من أجرأ التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع الاحتجاجات.
وقطعت الولايات المتحدة وإيران علاقاتهما الرسمية عام 1980 بعد الثورة الإيرانية، واتسمت العلاقات بالعداء عندما اشتبك فريقا البلدين لكرة القدم في نهائيات كأس العالم 1998. وفازت إيران في تلك المباراة 2-1.