تصاعدت ظاهرة حمل السكاكين بين الشباب في آيسلندا بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن المفوض الوطني للشرطة الآيسلندية (Ríkislögreglustjóri). ويثير هذا الارتفاع المستمر بنسبة 200% خلال عام واحد قلقًا متزايدًا نظرًا لدوره في تعزيز الجرائم العنيفة التي تهدد أمن المجتمع.
وأظهرت البيانات، أن متوسط استخدام السكاكين في الجرائم العنيفة الخطيرة يصل إلى مرتين شهريًا. وفي عام 2023 وحده، تم تسجيل 180 حالة لشباب تقل أعمارهم عن 25 عامًا تم ضبطهم يحملون سكاكين، ما يعادل ضعف العدد المسجل في العام السابق وثلاثة أضعاف متوسط السنوات الخمس الماضية.
ويشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عامًا أكثر من نصف الحالات، بينما بلغت نسبة الفئة العمرية بين 21 و25 عامًا حوالي 30%. وظهرت حالات لحمل السكاكين حتى بين أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا، مما يبرز خطورة انتشار هذه الظاهرة بين فئات عمرية صغيرة.
وأوضحت مارغريت فالديمارسدوتير، عالمة الاجتماع والجريمة، أن هذه الزيادة تمثل تطورًا مقلقًا يتطلب اهتمامًا عاجلًا. وقالت: "عندما نقارن البيانات بين عام وآخر، غالبًا ما نرى تقلبات مؤقتة، لكن الزيادة الملحوظة خلال العامين الماضيين هي جزء من اتجاه أعمق بدأ يتشكل على مدى سنوات".
وأشارت فالديمارسدوتير، إلى أن بعض الفئات الشابة طورت فكرة أن الانتقام أمر أساسي، وهي فكرة خطيرة قد تؤدي إلى تفاقم السلوك العنيف إذا لم يتم التعامل معها. وأضافت: "أما بين الفئات الأكبر سنًا، فقد أصبحت المشكلة أكثر ارتباطًا بجرائم خطيرة أخرى مثل السرقات وجرائم المخدرات".
وبالرغم من أن الإحصاءات تتناول فقط الجرائم التي تدخل في سجلات الشرطة، إلا أن فالديمارسدوتير أكدت أن الرقم المسجل مرتفع بشكل غير معتاد بالنسبة لبلد مثل آيسلندا. وقالت: "غالبًا ما تمر جرائم عديدة دون أن يتم الإبلاغ عنها أو تسجيلها، ما يعني أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى بكثير".
وتزامنًا مع هذه الأرقام، تظهر الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات وقائية ومبادرات تعليمية تستهدف الفئات العمرية الصغيرة لتعزيز الوعي حول خطورة حمل السكاكين. وشددت فالديمارسدوتير على أهمية إشراك المجتمع والمدارس في هذا الدور لضمان الوصول إلى حلول فعالة.
كما تُسلط هذه الأرقام الضوء على تحديات كبيرة تواجه المجتمع الآيسلندي، حيث يبرز السؤال الأهم: كيف يمكن احتواء هذه الظاهرة وحماية الشباب من الانخراط في سلوكيات تهدد أمنهم ومستقبلهم؟ ويبقى الأمل معقودًا على جهود موحدة لتوجيه الشباب نحو خيارات أكثر أمانًا ومسؤولية.