بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 15/03/2023 - 08:40
أنصار حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان يتشاجرون مع ضباط شرطة مكافحة الشغب خارج منزل خان في لاهور. 2023/03/14 - حقوق النشر ك.م. شودري/أ ب
استخدمت شرطة مكافحة الشغب الباكستانية الثلاثاء خراطيم المياه لتفريق مؤيدي رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذين تسلحوا بالعصي وكانوا يحاولون منع عناصرها من توقيفه في منزله، ما أدى إلى إصابة نحو 35 شخصا منهم بجروح.
تمت الإطاحة بخان من خلال سحب الثقة بحكومته في نيسان/أبريل، ويواجه منذ ذلك الحين سلسلة قضايا أمام المحاكم، إلا أنه ما زال يتمتع بشعبية كبيرة ويأمل في العودة إلى السلطة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر.
هذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يتم فيها إرسال الشرطة من العاصمة إسلام أباد إلى منزل خان في لاهور، لتنفيذ مذكرة توقيف بحقه بعد عدم مثوله أمام المحكمة لأسباب أمنية. وأثار تدخل الشرطة صدامات بين أنصار خان وعناصر الشرطة في كبرى مدن البلاد، مثل كراتشي وإسلام آباد وروالبندي وبيشاور وكويتا.
وقال المسؤول في شرطة إسلام أباد، شاه زاد نديم، للصحافيين أمام منزل خان: "نحن هنا فقط لتنفيذ مذكرة الاعتقال وتوقيفه". لكن كان في استقبال الشرطة 200 ناشط على الأقل من حزب خان "حركة إنصاف"، لوح بعضهم بالعصي أو رشقوا الحجارة. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه في محاولة لتفريق المجتمعين والوصول إلى المبنى.
وقال خان في مقطع فيديو تم تسجيله داخل المنزل ونُشر على تويتر: "جاءت الشرطة إلى هنا لإيداعي السجن ... ظنهم أن الأمة ستنام عندما يدخل عمران خان السجن". أما نائب رئيس الحزب للصحافيين شاه محمود قريشي فقال إن حزبه يريد أن يبقى "مسالماً".
وباءت المحاولة الأولى لتوقيف بطل الكريكيت السابق بالفشل لأنه "رفض تسليم نفسه"، على ما ذكرت الشرطة دون مزيد من التفاصيل. ومنذ الإطاحة به، يضغط خان الذي تعرض لإطلاق نار خلال تجمع العام الماضي، لإجراء انتخابات مبكرة، عبر تنظيم مسيرات والانسحاب من البرلمان وحل مجلسين إقليميين يسيطر حزبه عليهما لليّ ذراع الحكومة.
خلال الأسبوع الماضي ذهب خان إلى إسلام آباد للمثول أمام ثلاث محاكم، ولكنه لم يمثل أمام محكمة رابعة، لمواجهة لائحة الاتهام في قضية الكسب غير المشروع (من خلال بيع بعض الهدايا الدبلوماسية التي تلقاها)، وهي الخطوة القانونية لبدء محاكمته.
وعمران خان (70 عاماً) متهم بعدم الإعلان عن الهدايا التي تلقاها أثناء وجوده في السلطة وبيع بعض منها وإخفاء أصول مالية له. ويعتقد عمران خان أن سلسلة القضايا المرفوعة ضده، ومن بينها اتهامات تتعلق بالإرهاب، هي مؤامرة تدبرها حكومة شاهباز شريف التي أعقبته، "لتشويه صورة نجم لعبة الكركيت السابق"، الذي تحول إلى سياسي إسلامي.
هدايا لمسؤولين سياسيين
تلقّى مسؤولون حكوميون وسياسيون باكستانيون عددًا هائلًا من الهدايا من شخصيات أجنبية بارزة على مدى العقدَين الماضيَين، منها 150 ساعة "روليكس" وسيارات من طراز "بي إم دبليو" مصفّحة وتاج مذهب عيار 21 قيراطًا، بحسب بيانات نُشرت الثلاثاء.
تشهد باكستان، التي يعيش فيها نحو 220 مليون شخص، منذ فترة طويلة وضعًا اقتصاديًا غير مستقر ساء مؤخرًا مع ارتفاع حاد في تكلفة المعيشة. ووفقًا للبيانات التي رفعت عنها الحكومة نهاية الأسبوع الماضي السرية، تمتع أعضاء النخبة السياسية والإدارية الباكستانية بقائمة مذهلة من السلع الفاخرة منذ عام 2002 في إطار وظائفهم.
في باكستان، يتوجب على المسؤولين الحكوميين والنواب وبعض كبار المسؤولين الإداريين التصريح عن الهدايا التي يتلقونها، لكن يُسمح لهم بالاحتفاظ بالأرخص ثمنًا. ويمكنهم أيضًا الاحتفاظ بهدايا باهظة الثمن مقابل مبلغ بسيط جدًا.
الثلاثاء، أعلنت وزيرة الإعلام ماريوم أورنجزيب أن الحكومة ستفرض قيدًا جديدًا، ينص على أن الهدايا التي تزيد قيمتها عن 300 دولار لم يعد من الممكن لمتلقيها إعادة شرائها والاحتفاظ بها.
"ذهب ولؤلؤ ورولكس"
وتُشير السجلات إلى أن الرئيس السابق برويز مشرف، الذي توفي في شباط/فبراير، احتفظ بعقد من اللؤلؤ بقيمة 250 دولارًا في عام 2006 لقاء 750 روبية، أي 11 يورو فقط بسعر الصرف في ذلك الوقت. وفي العديد من الدول، تُعدّ الهدايا المقدمة لدبلوماسيين تبادلًا رمزيًا بين الثقافات وليست مخصصة لأشخاص محددين.
تلقّى الرئيس السابق آصف علي زرداري ثلاث مركبات مدرّعة، بعد عامين من مقتل زوجته بينظير بوتو في تفجير انتحاري في العام 2007، وكانت أول امرأة تدير دولة إسلامية في التاريخ الحديث، وبلغ سعر السيارات 1,6 مليون دولار تقريبًا، لكن زرداري دفع 240 ألف دولار فقط للاحتفاظ بها.
واحتفظ رئيس الوزراء في العام 2005 شوكت عزيز بتاج مذهب عيار 21 قيراطًا سعره 500 دولار مقابل عُشر المبلغ. ومثل عشرات الآخرين الواردة أسماؤهم على هذه القائمة التي لا تذكر أسماء مقدمي الهدايا، استفاد رئيس الوزراء السابق عمران خان من تلك السياسة، لشراء ساعة روليكس قيمتها 32 ألف دولار تقريبًا بستة آلاف دولار في العام 2018.