معارك "طويلة الأمد"
توقعت رئيسة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز معارك "طويلة الأمد" لأنّ "الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتضار عسكرياً وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
من جهته، قال خالد عمر يوسف وهو وزير مدني أقيل خلال الانقلاب إنّه "في كل دقيقة تستمرّ فيها (الحرب) يموت أناس ويتشرّد بشر ويتمزّق مجتمع وتضعف الدولة".
وأسفر القتال عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح، وفقاً للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ واحدة من أفقر دول العالم.
وأوضحت الأمم المتحدة أنّ "أكثر من 50 ألف شخص عبروا في الثالث من أيار/مايو" إلى مصر، مضيفة أنّ "أكثر من 11 ألف شخص" عبروا إلى إثيوبيا و"30 ألف شخص إلى تشاد".
من جهته، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّه "من الضروري للغاية" ألا تتخطّى الأزمة السودانية الحدود. وفي دارفور غرباً على الحدود مع تشاد، تمّ تسليح مدنيين للمشاركة في الاشتباكات بين الجنود وقوات الدعم السريع ومقاتلين قبليين ومتمرّدين، وفقاً للأمم المتحدة.
"حلول إفريقية"
وفي هذا الإقليم الذي شهد حرباً دامية بدأت العام 2003 بين نظام البشير ومتمرّدين ينتمون الى أقليّات إتنية، لفت المجلس النروجي للاجئين الى سقوط "191 قتيلاً على الأقلّ واحتراق عشرات المنازل ونزوح الآلاف" فضلاً عن تعرّض مكاتبه للنهب. وأفاد شهود عيان الخميس عن اشتباكات في الأُبيّض التي تقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة.
ووصل 30 طنّاً إضافية من المساعدات الجمعة إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً في منأى عن أعمال العنف. وتسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن تسليم هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.
وفي وقت تتكثف فيه الاتصالات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد) بسبب الحاجة إلى "حلول إفريقية لمشاكل القارّة"، مرحّباً في الوقت ذاته بالوساطات الأميركية والسعودية. وكان مبعوث البرهان موجوداً في أديس أبابا الخميس. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين.
وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان، بحسبما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي رفيع المستوى.
وتعهّد معسكر البرهان تسمية موفد يمثّله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية "رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي". من ناحية أخرى، أعلنت قوات الدعم السريع أنّها وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام - وليس أسبوعاً - وأنّها تتواصل مع قائمة طويلة من البلدان والمنظمات.